أعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي نقلاً عن شرطة دبي أنها تمكنت من كشف غموض حادث مقتل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» محمود عبدالرؤوف محمد حسن، المعروف باسم «محمود المبحوح»، وأن «التحقيقات الجارية ستسهم في سرعة تعقّب المشتبه فيهم وتقديمهم إلى المحاكمة في أسرع وقت، من خلال التنسيق مع سلطات (الإنتربول)، إذ غادر المشتبه فيهم البلاد قبيل الإبلاغ عن وفاة المجني عليه والعثور على جثته في أحد فنادق دبي». وأوضح مصدر أمني مسؤول في دبي أن «التحقيقات الأولية ترجّح أن الجريمة ارتكبت على يد عصابة إجرامية متمرّسة، كانت تقوم بتتبّع تحركات المجني عليه قبل قدومه إلى دولة الإمارات»، مشيراً إلى أنه على الرغم من سرعة تنفيذ الجريمة ومهارة مرتكبيها، إلا أن «الجناة خلّفوا وراءهم أثراً يدل عليهم وسيساعد على تعقّبهم، ومن ثم القبض عليهم في أقرب فرصة». وشرح المصدر أن التحقيقات المبدئية أظهرت أن «معظم المشتبه فيهم يحملون جوازات سفر أوروبية»، مؤكداً أن «شرطة دبي ستباشر كل الترتيبات اللازمة مع (الإنتربول) من أجل إلقاء القبض على الجناة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة في أقرب وقت ممكن»، لافتاً إلى أن «الأثر الذي حصلت عليه جهات التحقيق سيساعد بشكل كبير في سرعة تعقّب مرتكبي الحادث». من جهته ذكر القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم في حديث مع قناة الجزيرة القطرية أنه تم معرفة عدد الأشخاص الذين شاركوا في العملية، وأن جوازات سفر المشتبه بتورطهم في العملية ليست مزورة. ولم يستبعد خلفان فرضية تورط جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في الجريمة. وكان المبحوح (فلسطيني الجنسية) دخل إلى دولة الإمارات في نحو الساعة الثالثة والربع من بعد ظهر يوم الثلاثاء الموافق 19 يناير الجاري، قادماً من إحدى الدول العربية، وتم العثور على جثته ظهر اليوم التالي في الفندق الذي كان يقيم فيه في دبي. من جهتها اتهمت «حماس» إسرائيل باغتيال المبحوح. وتوعّد رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، بالثأر من إسرائيل التي اتهمها باغتيال المبحوح. وقال مشعل بعد إتمام مراسم دفن المبحوح في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق «سنثأر لدماء هذا العملاق الزكية، والأيام سجال بيننا، يوم لنا، ويوم علينا، سنثأر لدم هذا الرجل». وقالت الحركة في بيان إن المبحوح الذي يقيم مع أسرته في دمشق كان من مؤسسي كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية ل«حماس» والمسؤول عن أسر الجنديين آفي سبورتس وإيلان سعدون، في بداية الانتفاضة الأولى، كما أنه «خطط للعديد من العمليات البطولية الموجهة للاحتلال». وأضاف البيان «لقد كان الأخ الشهيد هدفاً للاحتلال منذ مشاركته في عملية أسر الجنديين الصهيونيين، وبسبب تاريخه وجهاده ودوره الحيوي والمتواصل في دعم إخوانه في المقاومة داخل الوطن المحتل». من جهته، أكد فائق المبحوح (40 عاماً) شقيق محمود، أن «حماس» أبلغت العائلة بأنه تم تشكيل لجنة طبية في الإمارات للتحقيق في الوفاة، وتم إرسال عينة إلى مختبرات منها في باريس، مشيداً ب«التعاون من الإخوة في الإمارات في التحقيقات». ومحمود المبحوح من مواليد 14 فبراير ،1960 في مخيم جباليا، حيث تقيم عائلته اللاجئة. طارده الجيش الإسرائيلي لاعتقاله في 13 مايو ،1989 لكنه تمكّن من الهرب من غزة بعد نحو شهرين. وكانت كتائب القسام أعلنت في 20 يناير في بيان عن وفاة المبحوح في دبي «إثر عارض صحي مفاجئ نجري تحقيقاً في أسبابه»، دون اتهام إسرائيل.