بكل ما في قلّة التأدب من قلّة تأدب، خرج المذيع عمرو أديب، في برنامجه، مطالباً بسحق كل الفلسطينيين. لم يكتف، هذا المذيع واسع الذمة، الذي لا وجه له ولا قفا، ولا قضية ولا ضمير، بالمطالبة بسحق الفلسطينيين المسلمين، بل أعقب مطالبته تلك، بتحيّة ل "الخواجة الإسرائيلي" على حدّ تعبيره، وعلى حدّ تبعيره. أعتقد أننا لو عملنا شري "فيلموغرافيا"، واستعرضنا عشرات المشاهد والوجوه، من فئة المذيع السطحي عمرو أديب، لوقفنا على عشرات الوجوه البائعة لضميرها ووطنها وعروبتها، بل ولقضاياها الإسلامية المقدسة، كالقضية الفلسطينية، فهو ليس أول نابح للأسف. مقطع الحلقة موجود على اليوتيوب، وهو شاهد حيّ على موت بعض ضمائر الإعلاميين العرب، مثل عمرو أديب هذا، الذي طالب بسحق الشعب الفلسطيني كلّه، حتى يرتاح دماغه، مذكراً الأمة العربية، بأن أفضل ما حبا الله به مصر وشعبها، أن الأراضي المصرية انفصلت قضيتها، عن قضية الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، ومترحماً في نهاية كلامه الغبي، على حقبة السادات، ولا يعرف هذا الغبي تبعات ما فعله السادات، ولكن هذه النتيجة الطبيعية المتوقعة، عندما تضع مذيعا ثرثارا في أستوديو، وتقول له: قدّم برنامجا. بالله عليكم، هل يحمل من في قلبه ذرّة إنسانيّة، أو قوميّة عربيّة، أن يتبجح بمثل ما تبجح به هذا الإعلامي السطحي، على رؤوس الأشهاد، وفي قناة واسعة الانتشار، دون أن يرفّ له جفن. لعمرو أديب نقول: إن القضية الفلسطينية، أكبر وأعمق وأشرف من كلماتك المُشتراة والمُباعة، وإنك مجرد متاجر بقضية لم تفهمها ولن تفهمها، وإنك لا تمثّل مصر الموقف ومصر التاريخ، تجاه فلسطين، وتجاه الفلسطينيين، وإن كلماتك لا تمثّل سوى عقلك الأقرع، وروحك الصلعاء. لا حول ولا قوة إلا بالله، وهزُل الإعلام، بعد أن أصبح عمرو أديب، يُفتي في قضية مقدسة كقضية فلسطين.