المذيع المصري عمرو أديب لديه قدرة عجيبة على إثارة ضحك الجمهور بتعليقاته الغريبة التي دائماً ما تثير اللغط لما فيها من "ثقالة دم" وتجاوز غير مبرر وغير محدود، الأمر الذي دعا الممثلة هالة صدقي لأن تصفه ب"قليل الأدب" عندما حلت ضيفة على برنامجه في وقت سابق. لكن كل ما أثاره عمرو أديب لا يعادل الزوبعة التي أحدثها قبل أيام عندما نقل ما نشرته صحف جنوب أفريقيا عن لاعبي المنتخب المصري وقصتهم مع بنات الليل التي هزت الشارع المصري وهيجته خصوصاً بعد خروجه من كأس القارات، وهو ما أثار المدرب ولاعبيه الذين دخلوا بمشاجرة وتبادل اتهامات وشتائم مع عمرو أديب على الهواء مباشرة جعلت المدرب حسن شحاته يخرج عن طوره ويصيح "الله يخرب بيوتكوا". مشكلة أديب في هذه القضية وغيرها، أنه لا يدرك حدوده المهنية كمذيع وإعلامي ينبغي أن يلتزم الحياد وأن لا يسمح لعواطفه بالسيطرة عليه كما شهدناه في ليلة هزيمة مصر من أمريكا، حيث استسلم للمشاعر الغاضبة وتجاوز حدود السخرية والمزاح، بأسلوبه المستفز الذي لا يعتمد على "الغمز واللمز" والتلميح الساخر والذكي والسريع، بل دائماً يستمر و"يعيد ويزيد" في تناول قضيته والتعليق عليها بشكل يشعر المشاهد ب"ضيق تنفس" حاد مصحوب بغثيان. أما لاعبو المنتخب المصري، ومن ورائهم مدربهم فلا تقع عليهم ملامة عندما يغضبون ويرتعدون من تعليقات عمرو أديب وأسلوبه الساخر، فالقضية بغض النظر عن صحتها أو كذبها، هي من الأخبار غير المؤكدة بعد، ومن المفترض أن تنظر إدارة المنتخب فيها، ثم تأتي بعد ذلك المحاسبة، وعندها لن نلوم أديب إذا تكلم و"ثرثر" في القضية حتى الصباح!. الطريف في الموضوع، والذي يؤكد التجاوزات المهنية التي ارتكبها عمرو أديب، هو أنه اعتذر على وجه السرعة للمنتخب المصري، وأعلن أنه "ما عندوش مشكلة يبوس راس اللعيبة راس راس" لكن على شرط: "يجيبوا دليل"، واعترف أيضاً أن كلامه كان فيه تجريح كبير، ولكن (ويا خوفنا من لكن..) ليس عنده الاستعداد بأن يعتذر عن الخبر، وهنا المشكلة الأخرى، لأنه حسب وصفه لنفسه بأنه "ابن بلد"، وهو على الدوام، أصلاً، يتبجح بهذه الصفة!. فهل من صفات ابن البلد أن يثير مشكلة لم يتم تأكيدها بعد، ويطالب اللاعبين أن يأتوا بدليل وهو لا يمتلك إلا قصاصة ورق صحافية؟.