@@ بالرغم من اللغة التصالحية الهادئة التي اتسمت بها كلمة الرئيس السوري بشار الأسد في افتتاح قمة دمشق العشرين يوم أمس. @@ وبالرغم من التلميحات "الخجولة" التي انطوت عليها الكلمة الطويلة للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.. إلى القضايا الساخنة والحساسة.. وفي مقدمتها الوضع في لبنان، وخلاف حماس وفتح في فلسطين.. @@ وبالرغم من محاولة الهرب من المواجهة المباشرة لقضايا المنطقة "المشتعلة" بالدخول في تفاصيل وعموميات لا مبرر ولا داعي لها. @@ وبالرغم من توقع قرارات فضفاضة وصياغات غير محددة هذا اليوم.. بدلاً من الدخول في جوهر الخلافات الحادة التي ألقت بظلالها على هذه القمة.. وصولاً إلى رؤى مشتركة وخطوات عملية للتعامل مع الوضع في لبنان.. ومع الخلاف الفلسطيني.. ومن تأزم الوضع في العراق. @@ بالرغم من كل هذا.. @@ إلا أن الفرصة تظل قائمة لخلق أجواء تصالحية، وأخوية أفضل تمهيداً لعمل عربي مشترك وفعال يستطيع التعامل مع هذه القضايا بصورة أكثر إيجابية.. ويعيد إلى هذه الأمة لحمتها.. ومتانة روابطها ويؤذن بالانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون البناء.. @@ وعلى غير عادتي.. @@ فإن هذا التفاؤل.. قد يكون له ما يبرره.. لأن القمة - على الأقل في إطار الجلسة المفتوحة - بدت وكأنها تتجنب التصعيد.. وتسعى إلى توفير أرضية جديدة لعمل يعين على استرداد الثقة بين الأشقاء.. ويؤسس لتفاهم وتفهم أفضل. @@ وكعربي.. فإنني أتمنى أن تكون الصورة داخل قاعات اجتماعات القادة الحاضرين هذه القمة ولقاءاتهم الثنائية الخاصة تحمل نفس الروح.. وتسعى إلى التركيز على بناء وتعزيز الثقة.. وليس العكس.. @@ كما أن المصلحة العربية العليا تقضي بأن تقف بوجه كل محاولة (حاقدة) لمزيد من التفجير وتوسيع الشقة.. وإشعال الفتنة بين بعضنا البعض.. وهو ما لا نستبعد وقوعه.. لأسباب تتعلق بأنماط التفكير العدواني السائد لدى البعض.. @@ ومع كل ذلك.. @@ فإن الأمل يظل قوياً في أن تتغلب الحكمة العربية.. ويعمل الجميع على فتح الطريق أمام لقاءات عربية عربية على أعلى المستويات في الفترة القادمة.. @@ وهو ما لا أستبعد وقوعه.. لا سيما وأن بعض من حضر القمة من القادة والزعماء حريص على تحقيق هذه الغاية. @@ فهل يصدق ظني في هذه المرة.. @@ أم تراه يخيب.. كما خاب في المرات السابقة؟! ضمير مستتر: @@ المواقف التاريخية هي التي يسجل فيها الرجال درجة قصوى من التحكم في العقل.. ونفاذ البصيرة بعيداً عن الاندفاع والتشنج والمكابرة.