تدخل الجماهير الكروية السعودية معمعة لقاء ديربي جدة الآسيوي في حالة حماس وترقب يسبق حماس اللاعبين وترقبهم للقاء المقرر مساء غد الأربعاء. الضجيج الإعلامي والجماهيري سيلقي بظلاله بكل تأكيد على حالة اللاعبين النفسية وعلى أدائهم في أرض الملعب ولذلك كانت هذه الورقة أول ورقة حرص إداريو وإعلاميو وجمهور الفريقين على اللعب بها قبل نزول لاعبي الفريقين إلى ميدان اللعب الحقيقي, ابتداء من الحديث حول تقسيم المدرجات وتضارب آراء الإدارتين حولها وماتبعها من أخبار حول توزيع تذاكر المدرجات, مرورا بالأحاديث حول حكم لقاء الذهاب عبدالله البلوشي التي لم تقطعها إشادات محللي التحكيم وانتهاء بتمرد محترف الإتحاد البرازيلي دي سوزا واتهامات المعسكر الإتحادي لمعسكر خصمهم الأهلي بمسئوليته عن هذا التمرد. وهذه (الألاعيب) تعتبر - دون شك- وسيلة إضافية مشروعة لكل ناد وورقة ضغط تكميلية يرمي بها كل ناد في وجه خصمه للتأثير على معنويات لاعبيه وجمهوره وشحن نفسياتهم إلا أنها في ملاعبنا جاوزت حدها من الإستخدام المقبول لتصل إلى درجة مريعة حولت لعب الكرة في غالبه إلى خارج المستطيل الأخضر, لتمتلئ صحفنا ومنتدياتنا بصرخات الجماهير في الوقت الذي تعاني فيه ملاعبنا من غياب المستوى الفني والأدائي للفرق أو اللاعبين كما حدث في لقاء الذهاب الذي غاب فيه المستوى الفني وحضرت فيه الأحاديث والصخب خارج الملعب قبل وبعد المباراة لتبقى إثارة الكرة السعودية خارج الملعب. على أرض الملعب, يقف الإتحاد على بعد خطوتين أمام الأهلي في الطريق الموصل إلى النهائي, تقدم بالأولى بعد خروجه بشباك نظيفة في لقاء الذهاب وتقدم بالثانية بتسجيل هدافه نايف هزازي لهدف المباراة الوحيد, وذلك يعني أن الأهلي سيحتاج إلى تسجيل هدف التعادل وقبله المحافظة على شباك مرماه نظيفة قبل أن يتحدث المتابعين عن تأثير (الهدف بهدفين). وبنظرة فاحصة على تشكيلة الفريق الأخضر فنجاح هجومه المكون من المميزين فيكتور سيموس وعماد الحوسني في الوصول إلى الشباك الإتحادية ربما لن يكون صعبا بقدر المحافظة على شباك الحارس الإحتياطي عبدالله المعيوف من الاهتزاز وهو الأمر الذي يخشاه جمهور قلعة الكؤوس ويشكل السيناريو الأقسى عليهم وسط الأخبار التي تدور حول استمرارية غياب المدافع الدولي كامل الموسى, فيما ستكون عودة المصاب ياسر الفهمي -إن حدثت- إضافة قوية أخرى لخطي الوسط والهجوم الأهلاوي. أما الضيف الإتحادي فلازالت أوضاعه تغلي على صفيح ساخن بعد تضارب تبريرات الإدارة حول أسباب غياب محترفه البرازيلي دي سوزا بين وعكة صحية مالبثت أن ظهرت حقيقتها على أنها خلافات مادية إلا أن المثير في التصريحات الإتحادية كان الزج بالطرف الأهلاوي في قضية سوزا وتوجيه أصابع الاتهام لابن جلدته المحترف الأهلاوي فيكتور, قبل أن تتواتر الأخبار عن نية المدرب الإسباني كانيدا في الاستغناء عنه بعد تكرار غيابه عن التدريبات حيث سيشكل غيابه ضربة تكتيكية موجعة للفريق الأصفر الذي سيخسر بغياب سوزا ورقة تكتيكية جاهزة سواء كان بديل سوزا هو المحور الشاب محمد أبوسبعان أو المهاجم الصاعد فهد المولد. فيما سيبقى خط الدفاع الإتحادي الذي ستدعمه عودة الخبير رضا تكر هو فرس الرهان الأول للمدرب الدفاعي الصامت راؤول كانيدا في انتظار هدية يقدمها أحد لاعبي المقدمة الإتحادية في لحظات الغفلة والشعور بضياع الحلم التي ستصنعها كل دقيقة يتأخر فيها هدف التعادل الأهلاوي خصوصا مع الضغط النفسي الذي يتوقع أن يصنعه الجمهور الأهلاوي على لاعبي فريقه قليلي الخبرة في هذه البطولة. بقي أن أقول: أن كل المؤشرات تشير إلى أن الإتحاد سيظل أقرب من الأهلي إلى النهائي حتى وإن غاب سوزا, وأن كل الحقائق تشير إلى أن بطاقة التأهل ستكون في أرض الملعب وأن الأهلي بمزيد من التركيز الدفاعي وعدم الاستعجال الهجومي قد يتمكن من اللحاق بغريمه وربما خطف بطاقة التأهل من فم العميد, وأن توقعاتي تشير إلى تأهل اتحادي إلى المباراة النهائية حتى وإن تقدم الأهلي. وأن آمالي بالتوفيق لكل من يمثل هذا الوطن في كل المحافل.