التعامل مع الأحداث ينبغي أن يكون بواقعية مطلقة خاصة حينما تكون هذه الأحداث مرتبطة بنتائج كرة القدم... التصنيف الجديد للجنة الإحصاء بالفيفا وضعنا في المركز 113 ومازال عداد الإخفاق مستمرا ولا ندري هل سنقف عند هذا الرقم أم أن مسيرة التراجع لن تتوقف... ومع إطلالة هذا الرقم المفجع كانت أندية الوطن اتحاد وأهلي تقدم نفسها على الصعيد القاري بشكل ملفت... فهل نترك المنتخب ونذهب إلى الأندية أم أن الأولوية للمنتخب حتى وإن كان (ميتا) عفوا أقصد متراجعا... لنا تاريخ يجعلنا دوما نعاني من أي إخفاق ونتعب لأي تراجع لكن هذا التاريخ المليء بالإنجازات لم يشفع لنا أمام الرقم 113 ولن يشفع لأن تلك مرحلة وهذه أخرى.. فماذا نفعل هل نغني للماضي أم نعيد صياغة عاطفتنا وفق معطى الحاضر دونما التفكير في أين كنا وأين أصبحنا..؟؟!! إلا أن كل هذا لا يمكن أن يقبله الوسط الرياضي أعني التغافل عن الانكسار فذاكرة عشاق الأخضر أكبر من أن تنسى وأكبر من أن تحتفظ بجزء وتتجاهل أجزاء.. يتحدث العاطفيون عن ريكارد على أنه مدرب غير مناسب ويتحدث الواقعيون على أن المرحلة تحتاج إلى صبر وإلى عمل من الداخل بعيدا عن يفترض ويجب وينبغي....!!!! لو يعلم مهاجم الاتحاد الواعد فهد المولد أن هدفه في مرمى جوانزو الصيني سيكون ضحيته الاتحادي سالم الغامدي لرمى بتلك الكرة خارج أسوار الملعب وليس المرمى فقط.... ولو يعرف الاتحاديون كل الاتحاديين أن ثمن هدف التأهل (روح سالم) لقالوا أهلا بالهزيمة ومرحى بالخروج... لكنها تظل حالة مرتبطة بالقدر فسالم عليه رحمة الله كان يومه وكانت ساعته وما تلا ذلك أسباب ليس إلا... أدرك أن اللاعب الواعد فهد المولد سيضعه هذا الموقف ربما تحت ضغط بمعنى أن الإعلام كله عنوان الوفاة هكذا (هدف المولد يقتل سالم) وهنا ربط شيء بشيء فقط.... فتاريخ بل ولحظة الوفاه تزامنت مع هذا الهدف وتوقيته وعلى هذا الأساس جاءت الأخبار متوافقة مع اللحظة... أما الوفاة فهي قضاء وقدر ولا يمكن ربطها بسبب مثل هذا بل التوقيت هو من منحها عنوانا أكاد أجزم أن فهد لن ينساه... يوم من الأيام سيذكر التاريخ الأهلاوي فيكتور سيموس على أنه البرازيلي الذي عشق الأهلي أكثر من بعض أبنائه بل إن التاريخ دون غيره قال إن فيكتور (أهلاوي من يومه) مستندا على وقائع لا يمكن أن تأتي هكذا لمجرد عقد وعقد آخر... هل رأيتم فيكتور أمام سبهان الإيراني وهل رأيتم إصراره على اللعب وماذا قرأتم من دموعه.... أسئلة أضعها هنا للتاريخ فمن أراد الاجتهاد حول هذا التفاعل يسجل اسمه فلربما يكون الرابح الأكبر في سباق إقرار حالة أو تعريفها... قلت عبر تويتر في تغريدة مبهمة في الأهلي رجل أهدى المدرجات الخضراء الفرحة في عز حزنه فكلهم قالوا (مسكين اللي ما عنده خالد).... أربعة أولسان في مرمى الهلال ليست المشكلة بل المشكلة في ترديد مدرجات الهلال في لحظة غضب (العالمية صعبة قوية).