علاوةً على وجود شرح مفصل لآلية الانتخابات على موقع الاتحاد السعودي فقد سبق البدء بالانتخابات مؤتمر صحفي لعبدالله السهلي أمين عام اتحاد كرة القدم ومحمد القدادي عضو اللجنة العامة للانتخابات والمتحدث الرسمي باسمها للتعريف بالآلية الانتخابية للجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم ورغم كل هذه الجهود إلا أن ضعف الثقافة الانتخابية لدى الغالبية من المهتمين بالشأن الرياضي أفرز عددا من المفارقات والطرائف في مسرح انتخابات الجمعية العمومية لاتحاد الكرة بل إن هناك من لا يعرف متى وكيف يصوت وما هي الآلية المتبعة، ولعل ما يشفع لهؤلاء أن تلك الانتخابات تمثل سابقة في تاريخ كرة القدم السعودية منذ تأسيس اتحاد الكرة قبل أكثر من ستين عاما وتقام لأول مرة وما حدث لا بد وأن يكون بمثابة الدروس المستفادة المستخلصة من هذه التجربة مع أن التقييم الأولي للتجربة يؤكد أنها حققت نجاحا جيدا يحسب لاتحاد أحمد عيد الشجاع وفي توقيت صعب لا يمكن لأي اتحاد مواجهة العواصف المتوقعة والنزاعات ببدء الانتخابات في هذا الوقت إلا وهو اتحاد شفاف ومباشر، السؤال الذي سيتابع إجابته الرياضيون السعوديون في المستقبل القريب: من هو رئيس اتحاد الكرة المقبل؟ هو ليس بالضرورة أن يكون مقنعاً للجميع ولكن المهم أن يخرج للملأ ويحدد أهدافه وإستراتيجيته والزمن الذي سيحقق فيه هذه الأهداف.. ثلاثة عوامل يمكن لها أن تضع كبارنا الثلاثة في آسيا الأهلي والاتحاد والهلال في الدور نصف النهائي وتجمع الجارين في هذا الدور لنضمن على الأقل مقعدا في النهائي إن لم يكن كلا المقعدين، وهذه العوامل تتمثل في استثمار الفرص التي ندمنا عليها في الذهاب والتركيز الجيد في كل الخطوط والجاهزية المعنوية والفنية والإيمان بأن فرق سباهان وجوانزو وأولسان تملك أيضا حظوظا وافرة في بلوغ الدور نصف النهائي وتملك الإمكانيات لتحقيق هدفها، وكل هذه العوامل تدور في محيط احترام الخصم وتقدير قدراته وفي المقابل الاعتداد بالنفس والثقة بقدرات لاعبي أنديتنا الذين يملكون من الإمكانيات ما يجعل ثقة الجماهير الرياضية السعودية بهم حاضرة باستمرار وهنا لا يجب أن نعتقد مجرد اعتقاد أن الأندية المنافسة لممثلينا ستبقى بنفس جلدها التي كانت عليه في مواجهات الذهاب ولن تغيره بل إنها ستفكر في طرق كافة الأبواب التي يمكن لها أن تعبر من خلالها للدور نصف النهائي وبمجرد نهاية مباريات الذهاب أغلقت معسكراتها وتدريباتها من أجل التحضير الملائم ومعالجة الأخطاء وهو ما يجب أن يعيه الأهلاويون والاتحاديون والهلاليون وأن يكونوا على نفس الدرجة من الاهتمام بتحضير يواكب أهمية تلك المواجهات التي ستحظى بمتابعة دقيقة للشارع الرياضي السعودي الذي يأمل في إنجاز للكرة السعودية من خلال أنديتها بعد سلسلة من الإخفاقات عاشها في الفترة الماضية، أما العامل الأهم خاصةً بالنسبة للأهلي والهلال وهما يخوضان مباراتي الرد على أرضيهما فهو العامل الجماهيري المساند والمحفز للاعبين ومتى ما شاهدنا ملعب الأمير عبدالله الفيصل يغص بالجماهير الأهلاوية الرائدة في فن التشجيع وإلهاب الحماس في نفوس اللاعبين والجماهير الهلالية وهي تمارس دورها في الدعم سترتفع نسب الطموح في معسكري الفريقين.. وبمناسبة الحديث عن الدور الجماهيري فإن بادرة إدارة النادي الأهلي بوقوفها إلى جانب جماهيرها في كل أنحاء المملكة وتذليل كل المعوقات التي تقف أمامها واتخاذ الإجراءات المناسبة لحفظ حقوقها إنما تمثل الدور المثالي لإدارة واعية تقدر الدور المعنوي الذي تقوم به الجماهير الأهلاوية الكبيرة في مختلف المناطق فهي ثروة النادي التي يفتخر بها ويتباهى، وفي النادي الأهلي نفسه هناك أعضاء شرف تولوا بمالهم وجهدهم تمويل التنظيمات الجماهيرية الداعمة للنادي لذا هم ساعدوا على ظهور المدرج الأهلاوي بهذا الشكل الجميل الأخاذ الذي جعل منه المدرج رقم واحد والمتصدر لقائمة الاستفتاءات التي ظهرت في الفترة الماضية، وهذا الدعم والاهتمام والتقدير جعل الجماهير الأهلاوية تبادر بالحضور والمساندة لكل فرق النادي ودرجاته السنية بشكل ملفت في ملاعب المنافسين وبكثافة أكبر من جماهير هذه الأندية بشهادة مسؤوليها.