روبرت فيسك هو المراسل الخاص لصحيفة الإندبندنت البريطانية في الشرق الأوسط ، غطى جميع الحروب والمجازر التي حدثت في الشرق الأوسط ابتداء بالحرب الأهلية اللبنانية التي انطلقت شرارتها عام 1975م وامتدت قرابة سبعة عشر عاما ، ومرورا بالحرب العراقية الأولى والثانية وانتهاء بالثورة السورية اليوم. روبرت فيسك له رؤية مضادة للسياسة البريطانية والأمريكية في الشرق الأوسط وقد لخص هذه الرؤية في كتابه الشهير : (الحرب من أجل الحضارة : السيطرة على الشرق الأوسط). يقيم فيسك منذ فترة طويلة في بيروت ، وينشر تقارير موسعة في صحيفة الإندبندنت التي يعد من أشهر كتابها ، وهذه الأيام يمتعنا بتحليلات مجانية عن الثورة السورية في قنوات الجديد وnbn ، والمنار، والدنيا ، والإخبارية السورية. ويمارس تشبيحا سياسيا لا يقل عن تشبيح حسن نصر الله ، وناصر قنديل ، وشريف شحاتة ، وعادل الجوجري الذي سقط في الاستديو وهو يقاتل دون بشار الأسد ، وضد الإمبريالية والصهيونية و مشيخات الأعراب التي تعيش خارج التاريخ!. آخر فتوحات فيسك اتهام الشيخ راشد الغنوشي بأنه قبض 150 مليون دولار من الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر ليفوز حزب النهضة في الانتخابات التونسية. المصدر الذي نقل عنه فيسك هو وزير خارجية سوريا وليد المعلم ؛ ولأن السند عالٍ ، لم يحاول فيسك أن يتأكد من صحة الخبر ، ونشره على أنه سبق صحفي ، وهو خبر مكذوب استدعى قيام الشيخ الغنوشي برفع دعوى قضائية على الصحيفة ومراسلها. وقبل أيام نشرت الصحيفة تقريرا مطولا للكاتب نفسه عن مجزرة داريا التي أجمع العالم كله على أنها مجزرة من بطولات جيش النظام أبطال الصمود والتصدي ، ولكن السيد فيسك أصر على أن المذبحة من تدبير الجيش الحر الذي قام باحتجاز عدد من الجنود الذين هم خارج الخدمة وبعض المدنيين الذين تربطهم صلات عائلية بالجيش وطلب من جيش النظام تسليمه عددا من أسرى الجيش الحر ، وعندما فشلت المفاوضات اقتحم الجيش البلدة ، فقام الجيش السوري الحر بارتكاب المذبحة. زيارة فيسك تمت بحراسة الجيش السوري ، وداخل مدرعة سورية ، وشهود العيان الذين قدموا له شهاداتهم باختيار الجيش الأسدي ، كالذي يجري في تغطيات الإخبارية السورية والدنيا التي كانت تنكر وجود ثورة في سوريا. هذه المجزرة التي أدانها العالم حدثت بعد دخول جيش الأسد وشبيحته ، وكانت داخل المساجد وفي أقبية المنازل ، وغطاها الإعلام السوري على أنها لعدد من الجماعات الإرهابية ، ولما أصبحت المجزرة رأيا عالميا ، وبدأت جماعات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية تدين النظام السوري على جرائمه الوحشية حاول إلصاقها بالجيش الحر ، وقام شاهد الزور روبرت فيسك ليقدم للنظام السوري شهادة حسن سيرة وسلوك ، في الوقت الذي يمارس فيه النظام السوري حصارا رهيبا على التغطية الإعلامية للثورة السورية. وأصبحت تقارير روبرت فيسك هي مصادر بشار الجعفري في دفاعه المستميت عن بشار الأسد الذي يقول : إنه سيستمر في تطهير سوريا من الجماعات الإرهابية مهما كلفه الثمن. لأن الجعفري يعتقد أن تقارير فيسك لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، وأن ارتباطها باسمه واسم صحيفته كفيل بالحكم بصحتها. فيسك الذي قضى عمره مدافعا عن مفهوم الأنجلو سكسون أصابته عدوى التشبيح السوري ، فأصبح محاميا للشيطان ، وأكاذيبه قادرة على تدمير تاريخه ، والقضية عادلة ولكن المحامي فاشل ، وآخر الأدلة احتفاليته بمصداقية الإعلام السوري الذي يقود معركة الحقيقة ضد التضليل!!!!.