أزد - فارس ناصر - كشف "حزب الوطنيين الأحرار السوريين" من داخل حمص أن "إحدى عشرة بلدة سورية علوية تسلَّمت خلال الأيام القليلة الماضية من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام 623 جثة لشبيحة من أبنائها، قُتلوا في معارك مع الجيش السوري الحر والقوات الثورية، في حلب واللاذقية ودير الزور وريف دمشق ودرعا". وقال الحزب وفقًا لصحيفة السياسة : "إن البلدات التي قامت بدفن جثث أبنائها هي: فاحل والشنية والقبو ومريمين وعوج وكفر كمرة وعكاكير وشين والصويري وأم الميس وعرقايا". وأطلق الحزب على هذه القرى اسم "مستوطنات علوية زرعها نظاما الأسدين الأب والابن داخل مفاصل المناطق السنية الحيوية". وكان الصحافي البريطاني المخضرم روبرت فيسك قد تناول محاولات "الجيش النظامي السوري" الخاصة بتبرئة نفسه في كل مذابح أو مجازر ترتكب بحق المدنيين في سوريا. وقال فيسك في مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية: "في كل يوم يتم الحديث عن مذبحة جديدة في البلاد، وبالأمس كانت مذبحة داريا، مذبحة من جانب القوات السورية، حسبما يقول هؤلاء المعارضون لبشار الأسد، لكن الجيش السوري يقول: إنها مذبحة ارتكبها الإرهابيون المعادون لبشار". وأضاف روبرت فيسك: "الجيوش ترغب بالتأكيد في أن تظل أيديها نظيفة، لكن المشكلة أنه عندما تذهب الجيوش إلى الحرب، تتحالف مع أبشع الميليشيات والقتلة والمسلحين ومرتكبي عمليات القتل الجماعي، ممن يسيئون لأصحاب الزي العسكري، حتى يضطر الجنرالات وكبار الضباط إلى إعادة تقديم أنفسهم وتاريخهم". وأردف: "بالنسبة للجيش السوري، فهو يقتل المدنيين لكنه يدَّعي أنه يتخذ الحيطة لتجنب الأضرار الجانبية، و"الإسرائيليون" يقولون نفس الشيء، وكذلك الحال بالنسبة للبريطانيين والأمريكيين والفرنسيين". وتابع الكاتب البريطاني: "بالطبع عندما تؤسس جماعة مثل الجيش السوري الحر مواقع لها في مدن وبلدان سوريا، فإن القوى الحكومية تفتح النار عليهم وتقتل المدنيين وآلاف اللاجئين عبر الحدود، مثلما حدث يوم الجمعة الماضي". ويرى فيسك أن "الجيش السوري" يعمل مع الشبيحة، سواء اعترف بذلك أو رفض، وهؤلاء الشبيحة هم قتلة أغلبهم من العلويين الذين قاموا بذبح المئات من المدنيين السنة، وربما تدين المحكمة الدولية في لاهاي يومًا ما الجنود السوريين عن هذه الجرائم، إلا أنه من المستحيل على جيش النظام السوري أن يطرد الشبيحة من تاريخ هذه الحرب ضد الجماعات المسلحة والجيش السوري الحر وتنظيم القاعدة.