نحن لسنا في حاجة رياضية إلى مزيد من الأنظمة واللوائح والقوانين .. بل في حاجة أكبر إلى إدارة تطبق تلك المتطلبات في حراكنا الرياضي الذي بات يعيش أزمة عدم+ ثقة بالجهات المسؤولة سواء في المؤسسة الرياضية أو في الاتحادات الرياضية ولجانها وعلى رأسها اتحاد كرة القدم. أتحدث دوماً عبر العديد من البرامج الرياضية منذ (3) سنوات عن العدل والمساواة .. وتكافؤ الفرص .. وتساوي الرؤوس أمام القوانين. وفي كل مرة يسألني مقدمو تلك البرامج : وهل كل ما تطالب به مفقود في وسطنا الرياضي؟ فأعود وأكرر : نعم. الميزان مختل .. وهناك من يريده هكذا. والعين التي ترتخي للنادي النافذ بمسؤوليه أو شرفييه أو إعلامه أو بكل ذلك تجدها في موقف مشابه لناد أقل قوة أو يفتقد كل تلك المقومات السابقة للسطوة على القرار عينا بكامل اتساعها محدقة به وهي تطبق النظام عليه. حدث ذلك في عشرات القضايا المتناقضة في قراراتها .. والتي لم يتغير بها سوى اسم النادي ورئيسه ومن يدعمه لوجستيا من خلف الكواليس. ثم يتساءلون لماذا الشارع الرياضي محتقن وعلى صفيح ساخن وجاهز للاشتباك مع الجهات القائمة على تسيير رياضتنا أو اتحاد كرة القدم .. أو حتى الاشتباك مع بعضه البعض في قضايا مشتركة أو متناقضة الأطراف بينهم. لم يعد القوي والنافذ من الأندية يؤمن سوى بالمزيد منها إن جاءته طوعاً أو انتزعها انتزاعاً .. والضعيف من الأندية يبحث منسوبوه بمختلف شرائحهم كيف يتحولون إلى قوة نافذة مثل هذا أو ذاك من الأندية (المحظية). لذا دبت الفوضى لأن لا أحد بات يشعر بعد ازدواجية العديد من القرارات أن هناك من يحترم الأنظمة والقوانين لأنها لا تطبق على الجميع. الاحترام والتقدير والمجاملة أصبحت ل(القوي). حتى نحن كإعلاميين وخاصة كتاب الرأي أو النقاد لم نسلم من المشاركة في تعزيز هيمنة القوة وليس انتزاع العدالة انتصاراً لمستحقها فكما تتعرى الجهة صاحبة القرار في تناقض أو ازدواجية قرارها وتريد من الشارع الرياضي الاقتناع بمبرراتها (غصب) فهناك زملاء إعلاميون لديهم القدرة على القفز من حبل إلى آخر برأيهم في موقف متشابه حد التطابق . ثم يتساءلون : لماذا الجماهير -التي استغفلوها- لا تحترمنا؟ وعجبي. وعجبي أكبر ممن يريدنا أن نمضي إلى الأمام برياضتنا وبقليل من الشوائب والاحتقان دون الحد أو التخلص من سطوة ونفوذ وقوة القافزين على الأنظمة واللوائح والقوانين والمسهلين لهم ذلك .. فهناك عبارة حكيمة تقول : (إذا أريتني سوراً ارتفاعه (15) متراً .. أريتك سلماً ارتفاعه (16) متراً).