استغربت من اتخاذ إعلامي مخضرم مثل الزميل مساعد العبدلي رئيس لجنة الإعلام والإحصاء في اتحاد الكرة سابقا، وهو يشيد في مقاله أمس الأول في الزميلة «الرياضية» بالصوت الهلالي القوي «إداريين وإعلاميين» منهجا في ما سماها «أزمة رادوي» ونجاحه في انتزاع أول قبول لاستئناف في الكرة السعودية.. وضرب به مثلا أو اعتبره درسا لمن أراد الاستفادة، وأردف قائلا: «التوظيف الإعلامي القوي يحقق كثيرا من المكتسبات ويؤثر في أحيان كثيرة على صانع القرار!» ويشير بإعجاب إلى أن انتشار الهلاليين بصوتهم العالي سهّل وهيأ كثيرا من أرضية جاهزة لقبول الاستئناف! ومصدر استغرابي ليس انبهار الزميل بالصوت العالي وتأثيره على القرار أو انتزاع ما ليس له.. بقدر ألمي على تقديمه نموذجا يحتذى به ودرسا في كيفية توحيد الصف الإداري والإعلامي لأي ناد أو تكتل أو فئة للحصول على أكثر من حقها بدلا من الحزن على ضعف اللجان أمام نفوذ الأندية التي تحظى بشخصيات اعتبارية تترأسها أو تدعمها أو لديها جبهة إعلامية أو جماهيرية عريضة.. وكم تمنيت من زميلي العزيز وغيره في التوجه ذاته أو الإعجاب بسياسة «القطيع» أن يشدد على مطالبة اتحاد كرة القدم على دعم موقف لجانه وحمايتها وحماية قراراتها من أي ضغوط إدارية أو إعلامية نافذة للأندية من أجل احترام سيادة القوانين.. لا سيادة حب الخشوم.. والنفوذ من أجل إصلاح رياضي حقيقي، من هنا يجب أن نبدأ، لأن الشارع الرياضي أصبح يؤمن بأن النادي الذي ليس لديه ظهر إداري أو إعلامي أصبح «ينضرب» على بطنه.. فقد ترسخت في ذهنيته أن اللوائح وموادها لا تطبق إلا على الأندية التي ليس لديها صوت عال أو نفوذ قوي. اتخاذ الهلال أو النصر أو الاتحاد أو الأهلي أو الشباب نموذجا في الصوت العالي أو النفوذ المتفاوت من ناد لآخر يعكس صورة سيئة عن كرتنا وكيفية إدارة الأقوياء لها لا إدارة اللوائح لها ولهم بتساوي القوي والضعيف والكبير والصغير أمامها، فإذا كانت القوانين لا تطبق لذا على من ينفذ ما فيها على ناس وناس عليه أن «يبلّها ويشرب مويتها».. وقل على كرتنا أو رياضتنا السلام!!