جاء اختيار سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ، وتعيين سموه الكريم ؛ نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع ، موفقاً ، وصائباً ، يجسد حكمة المليك المفدى ، ومتوافقاً في الوقت ذاته مع تطلعات الشعب السعودي الذي يلمس جهود سموه الكريم الضخمة ويتابع عطاءاته المتدفقة والمتميزة ، والحافلة بالخير والانجازات الضخمة عبر عقود طويلة من الزمن ، تقلد فيها العديد من المناصب والمهام بكل كفاءة واقتدار .فصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- ذو شخصية عظيمة فهو يختزل تاريخاً عريقاً ، ويمتلك سجلاً ناصعاً ، وحافلاً بالمنجزات المضيئة والرائعة والمدهشة . وهو مع ذلك كله يتمتع بأهلية تامة ، وفكر نيّر ، ورؤية ثاقبة ، وعقل حكيم . كما أن سموه الكريم ذو خبرة سياسية عميقة ، وثقافة واسعة ؛ فهو أمير المؤرخين ، وصديق الإعلاميين والمثقفين ، ويتسع صدره للحوار البناء .يضاف إلى ذلك كله أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- مؤهل تأهيلاً عالياً ، وهو رجل دولة من طراز فريد ورفيع . ولسموه الكريم إسهامات بارزة في مختلف المجالات . كما أن سموه يمتلك تجربة ثّرة ، وخبرة عميقة جداً في السياسة والإدارة والقيادة. وقد أسهم -يحفظه الله- بكل حيوية وفاعلية وإخلاص في النهضة التنموية الكبرى التي تعيشها بلادنا المباركة. تقلد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حرسه الله- العديد من المناصب الرفيعة .. والمهام الجسيمة .. والمسؤوليات الكبيرة .. ومسك بزمام العديد من الملفات الساخنة .. والمؤثرة .. والهامة جداً. وقد نجح الأمير سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله- في تحقيق تطلعات ورؤية قيادة المملكة الحكيمة مع العديد من ملوكها الكرام الراحلين -رحمهم الله- وحتى العهد الميمون والزاهر لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله وأدام عزه وتوفيقه- والذي بادر إلى اختياره ولياً للعهد ، خلفاً لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- ومنحه ثقته الغالية ، وهو أهل لها. وغني عن القول فإن ما قدّمه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -يحفظه الله- لدينه ثم لمليكه ووطنه وشعبه وأمته ؛ من أعمال عظيمة ، وما بذله من جهود طيبة ومباركة ، وما حققه من انجازات مشرفة. إضافة إلى ما يمتلكه من كفاءة علمية ، وخبرة عملية ثرية ، وتجربة واسعة ، إلى جانب ما يتمتع به سموه من شخصية قيادية ، وما يحظى به من تقدير ومحبة لدى الشعب السعودي ، وعلاقات وطيدة مع قيادات العالم وصناع القرار فيه ، أهلّته بكل تأكيد لنيل ثقة مليكنا المفدى وقائدنا الغالي سيدي خادم الحرمين الشريفين -حرسه الله- لاختياره ولياً للعهد. فصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ، تقلد إمارة منطقة الرياض لفترة امتدت لأكثر من خمسين عاماً ؛ استطاع خلالها بفضل الله تعالى أن يحدث نقلة عصرية كبرى ، ونهضة شمولية عظمى في هذه المنطقة الواسعة. ثم صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين سموه وزيراً للدفاع عقب وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- وشرع سموه في إكمال المسيرة المباركة ، وتحديث قطاعاتها ، والعمل على مواكبتها للعصر. وأخيراً اختاره مليكنا المحبوب وإمامنا المسدد ، ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع تتويجاً لعطاءاته المباركة ، وتقديراً لدوره الريادي ، وتثميناً لإخلاصه ووفائه وتفانيه. وخلال هذه العقود الطويلة الحافلة بالعطاءات المثمرة ، والأعمال المميزة ، رأس سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ؛ العديد من اللجان والهيئات ، والمؤسسات ، والجمعيات الخيرية ، والثقافية ، والاجتماعية. وقد حصل على العديد من الأوسمة والجوائز والميداليات تقديراً لجهوده المباركة ، وانجازاته السامقة في مختلف المجالات والميادين والأصعدة. وحظي بثقة وتقدير قيادة المملكة وشعبها ، وثناء أمته العربية والإسلامية. وفي الختام فإنني أرفع لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ؛ التهاني الصادقة والتبريكات الجميلة لنيله ثقة ولي أمر هذه البلاد ، ومليكها الكريم ، وقائدها الحكيم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- واختياره ولياً للعهد ، وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع. كما أقدم بين يدي سموه الكريم البيعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بولاية العهد ، والسمع والطاعة لسموه. وأسأل الله تعالى أن يبارك في جهوده ، ويديم عليه الخير والسعادة والعافية ، ويمده بعونه وتوفيقه لاستكمال مسيرة البناء والتنمية ، وقبل ذلك خدمة دينه ثم مليكه ووطنه وشعبه الوفي المخلص ، وأمتيه العربية والإسلامية. كما أتضرع إلى العلي القدير أن يحفظ لهذه البلاد المباركة دينها وقيادتها وأمنها واستقرارها إنه جواد كريم.