المنتظمُ بالحضورِ المبكرِ للعمل .. آخرِ المنصرفين .. المنجزُ لجميعِ الأعمالِ المكلَّف بها .. المتَّبع للنظام بحذافِيره .. يُسمَّى في مُجتمعنا .. إمَّا جباناً و”خوَّافاً”.. أو وُصُولياً ومُنافقاً.. أو (غَاوي شقا) نُسارع بالحكمِ عليه بضعفِ الشخصيةِ أو النفاق .. وكأننا اطلعنا على سَريرتهِ وتحققنا من نواياه للأسف لا نقول أنه يُراعِي الله في عمله ولا نقول أنه يُريد أن (يحلل الراتب) ناهيك أن بعضنا لا يريد أن يَظهر تقصيرُه وعشوائيتُه في ظِل إنجازِ زميله وانضباطه .. احسانُ العمل مطلبٌ دينيِّ وخُلُقيِّ فأين نحن منه! قالَ عليه الصلاةُ والسلام (إنَّ الله كَتبَ الاحسانَ على كلِّ شيء) رواه مسلم والإحسان هنا هو أن تُحسنَ العَملَ وتُتقِنَهُ وتُقَدِّمه بالشكلِ المضبوط أو المطلوبِ منك .. قِس على ذلك جميع أشكال الانضباط .. كالالتزامِ بالأنظمةِ المرورية مثلاً. المشكلة الحقيقية تَكمُنُ في عدمِ تَقَبُّلَنا للاعترافِ بأننا على خطأ فما إن تَنهَ شخصاً عن أمرٍ ما سيءٍ حتى يُهاجِمك قائلاً (اترك عنك المثالية) وكأنه يُبررُ بذلكَ مساوئه. في نظري .. أنْ تَدَّعِي المِثالية – حتى تَعْتَاد عليها – أفضلُ ألفَ مرةٍ من أنْ تبتعدَ عنها بِحُجَّةِ أنك لا تُريدُ أنْ تتصَنَّعَها نعم .. ادَّعِ المثاليةَ لكي تَقتربَ منها شيئاً فشيئاً .. ولا تَكُن عدوًا لها .. سنرتقي حينَ نتوقفُ عن وصفِ ذي القِيَمِ والمبادئِ بالجبانِ أو مُدَّعي المثالية ونحاولُ الاقتداءَ به .. أخيراً أقولُ إننا جميعاً لن نصِل للمثالية سواءً على مُستوى الفردِ أو المجتمع , لكننا كُلما اقتربنا منها ، كُنا أفراداً وَمجتمعاً أفضل .. بإذن الله