لو أني من أصحاب الملايين الكثيرة لخصصت محطة تلفزيونية لمهمة واحدة هي (فضح جرائم إسرائيل في حق المجتمع الأمريكي). إنها حملة لزرع البغضاء في قلب المجتمع الأمريكي ضد كل ما هو صهيوني ، ذلك أن هؤلاء الصهاينة لا يترددون لحظة في عض اليد التي تحسن إليهم ، فهم يأمنون مكر من يحتويهم ويدافع عنهم في كل محفل. تذكروا عمليات التزوير الكثيرة لجوازات دول أوروبية يحملها عملاء إسرائيليون لإكمال مهمات قتل وتصفية لخصومهم ، منهم الفلسطيني محمود المبحوح الذي قُتل في أحد فنادق دبي. ويوم الاثنين 6 مايو الحالي اعترف مجرم إسرائيلي كبير اسمه إسحاق أبيرجيل (وعمره 43 سنة) بجريمته التي ارتكبها عام 2008 م بالتخطيط مع آخرين لجلب حبوب مخدرة اسمها (اكستاسي) أو (النشوة) إلى الولاياتالمتحدة. عدد الحبوب مائة ألف وسعرها مليونا دولار ، وإضافة إلى ذلك فقد شمل الاتهام ضده محاولة تضليل العدالة وجريمة قتل لمخبر حاول اعتراض الشحنة. وبعد هذا ما عُلم في حق رئيس العصابة اليهودي إسحاق أبيرجيل ، لكن من المؤكد أن ما خفي كان أعظم وأكبر ، وأن عمليات تهريب سابقة قد تمت بنجاح ، لتغذي سوق المخدرات الأمريكية بما لذ وساء ، وليس بعيدًا اقتران هذه العمليات القذرة بعمليات (غير أخلاقية) وتصفية ، فالخبيث يجر بعضه بعضًا وهو في النهاية مشكاة واحدة. هذه الأخبار وأمثالها تُطوى بصمت وتذهب دون ضجة ولا حتى مفتعلة ، ليطمئن الصهاينة إلى نجاح مخططاتهم طويلة الأمد القاضية بإفساد العالم بدءًا بمراكز القوة فيه، حتى لو كانت حاضنة له وراعية لجرائمه ومتسترة على نقائصه. وهكذا العرب للأسف الشديد يمارسون صراعات تافهة ضد بعضهم البعض ، متناسين الممارسات الإسرائيلية الفاجرة ، والتذكير بأنها غالبًا ما تنتهي إلى عفو عن مرتكبيها تحت ضغوط متواصلة على الإدارات الصهيونية المتعاقبة ، في حين يدفع الثمن الشباب الأمريكي والأوروبي. وتصوروا لو أن رجل أعمال عربياً تورط في عملية نوعية من هذه الشاكلة! هل يا ترى سيصمت الإعلام الأمريكي المسيّس؟ هل ستصمت قناة فوكس المتطرفة عن الضرب على كل وتد يدعم العلاقات الأمريكية العربية؟! حروب القرن هي حروب إعلامية غير مجيدة.