تخطو حكومتنا الرشيدة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وفقه الله ورعاه خطوات متباعدة في سبيل الإصلاح الإداري والمالي ومكافحة مختلف ألوان الفساد الذي ينخر جسد التنمية ، ويخل بحراكها في مختلف المناحي الحياتية ، ولا يخلو محفل من المحافل الوطنية التي يحضرها خادم الحرمين الشريفين وفقه الله إلا ويشير إلى هذا الجانب الهام لأهميته وخطورة آثاره وحيث إن نواتج الفساد الإداري والمالي يلحق ضررها بكامل الوطن ممثلاً في أفراده ومنجزاته فإن المسؤولية لمحاربة ذلك الفساد لا تقع على جهة واحدة فقط وهي هيئة مكافحة الفساد بل تقع على كل فرد منا من خلال السعي لكشف بؤر انتشاره أو منابع حراكه وهذا الأمر هو ما أكدت عليه هيئة مكافحة الفساد بعد ان خصصت لذلك رقمًا مجانيًا وهو 19991 وبالتأكيد أن الهدف من إحداث هذا الرقم هو المشاركة المجتمعية المطلوبة من كل فرد منا في مكافحة الفساد والمشاركة في كشف المفسدين كون الهيئة لن تستطيع أن تدخل إلى كل ركن وكل زاوية للبحث والتقصي ، فلنكن عونًا لها ويدًا خفية تكشف كل ممارسة فسادية، فالوطن للجميع والذود عن ممتلكاته هي مسؤولية الجميع فلا نتخاذل جميعًا في مساندة الهيئة بكل صغيرة وكبيرة ، فالمواطن الذي يتواجد في كل زاوية من زوايا الوطن يستطيع أن يكشف مثل تلك الممارسات في مهدها بعد أن توفرت لديه أيسر السبل للتبليغ من أي مكان يتواجد فيه. وفي جانب آخر أتمنى أن تقوم أجهزة الإعلام بمختلف اتجاهاتها المسموعة والمقروءة والمرئية بدورها الكامل في هذا الجانب وهي بالتأكيد تمارس هذا الحق ولكن البعض منها يمارسه باستحياء، فالإعلام بالتأكيد يلعب دورًا هامًا ومحوريًا في محاربة الفساد المالي والإداري بل يعد الأكثر جدوى في تحقيق أهداف تلك الرسالة الوطنية العظيمة. وكم أتمنى من كافة الجهات الأمنية والاجتماعية أن تلعب دورًا مساندًا في تنفيذ المهام الموكلة إلى هيئة مكافحة الفساد ، وأن يكون لها في مختلف جهاتها الامنية الأنظمة والآليات والبرامج التي تسهم في مكافحة ألوان الفساد المالي والإداري وأن يكون لها معابر موصلة إلى هيئة مكافحة الفساد. ثم يبقى الجانب الأكثر أهمية في هذه العملية الوطنية وهو الكتّاب والمثقفون فدورهم مهم في كشف ألوان الفساد الذي يمارسه الأفراد أو المؤسسات وألا نضع أفرادًا من أبناء هذا الوطن تحت مظلة الحماية ، فالوطن أولى بالحماية ؛ لأنه الذي سيبقى غطاء للجميع. وكم أتمنى أن تلعب الصحافة الإلكترونية بصفة خاصة أو الإعلام الجديد بصورته العامة دورًا هامًا في لعب هذا الدور الذي انطلق من مركز قيادتنا -رعاه الله- وأكد علينا جميعًا أن نكون يدًا واحدة في ضرب هامة الفساد. وحتى لا تتجه برامج وآليات مكافحة الفساد باتجاهات قد تثير بلبلة وتزعزع أمن الوطن واستقراره فإن الالتزام بالثوابت الدينية والوطنية التي يعرفها القاصي والداني منا وهي عقيدتنا الثابتة وأمننا بكل متطلباته وحكومتنا الرشيدة رعاها الله ، هذه الثوابت التي لا نختلف عليها والتي يستوجب أن نقف جميعًا سندًا وعونًا لها في محاربة كل ألوان الفساد الإداري والمالي. ولعلي في ختام الحديث أشير إلى الدور الهام الذي يستوجب أن تلعبه هيئة مكافحة الفساد وهي المؤسسة الوليدة التي تجد كامل الدعم من لدن خادم الحرمين الشريفين ، هذه الهيئة التي أوكل إليها أهم الأركان التنموية التي تشكو الالتهاب المزمن مما يستوجب أن تقوم بدورها المطلوب وأن تضع البرامج والآليات التي تحفز كافة المواطنين على مساندتها خطوة بخطوة ، وأن تجعل من كل الممارسات الفسادية التي تكشفها مادة إعلامية حتى يكون المواطن والمسؤول على اطلاع بذلك وأن يكون ذلك أحد الأسباب الرادعة لمن تسول له نفسه اللعب بالمال العام أو العبث بأمن الوطن ومدخراته وعندها سنقول للفساد الإداري والمالي: وداعًا .. والله تعالى من وراء القصد.