(ستون ضحية) تلك هي حصيلة الأرواح التي حصدها طريق الملك سعود بالباحة ، الذي يربط منطقة الباحة عبر محافظة العقيق بمحافظة الطائف ، مروراً بمركز (وراخ) ومركز (تربة الخيالة). هذا الرقم لا يشمل المصابين والمعاقين ؛ بسبب سوء تنفيذ هذا الطريق ، والبعض منهم ما زال يبحث حتى الآن عن علاج حتى خارج السعودية. حوادث متتالية ، كان آخرها ثلاثة في ثلاثة أيام متتالية الأسبوع المنصرم ، كان حصيلتها ثلاث وفيات والعديد من الإصابات البالغة ، التي قد تتسبب في إعاقة البعض مدى الحياة. رغم هذه الأعداد المهولة من الضحايا يظل الاهتمام غائباً من وزارة النقل بهذا الطريق ، رغم أن وزير النقل جبارة الصريصري قبل نحو العامين وقف على الطريق بنفسه ، ووعد بحل مشكلته المتمثلة في وجود الكثير من المنعطفات الخطرة ، التي لا مبرر لوجودها ؛ حيث أصبحت هذه المنعطفات السبب المباشر في وقوع هذه الحوادث ، التي ذهب ضحيتها أرواح الأبرياء من سالكي الطريق. فرع الوزارة بمنطقة الباحة كان دوره سلبياً تماماً تجاه التعامل مع هذا الطريق ؛ فلم تنظر لمطالبات المواطنين من سكان المنطقة ، الذين أصبحوا في كل فترة يفقدون أبناءهم وذويهم ؛ من جراء خطورة هذا الطريق وتكرر الحوادث عليه بشكل مستمر ، رغم أنها الجهة المسؤولة أمام الدولة عنه ، ويجب أن تخضع للمساءلة ؛ حيث إن الطريقة التي تتعامل بها مع الطريق من تكسير العبارات ووضع طبقات أسفلتية جديدة فوق القديمة ليست حلاً جذرياً للمشكلة ، وخصوصاً في ظل استمرار هذه الكوارث والحوادث. مَنْ يقف على الطريق أو يسلكه يجزم بأن من قام برسمه منذ البداية لم يراعِ خطورة ما تضمنه من منعطفات لا مبرر لها ؛ ففي أكثر من موقع تكتشف وأنت إنسان غير متخصص في رسم الطرق أن هناك أكثر من منعطف ، كان بالإمكان عدم وجودها ، وخصوصاً في ظل عدم وجود تضاريس تمنع ذلك. نداءات أهالي المنطقة تتوجه هذه المرة لسمو أمير المنطقة المحبوب الأمير مشاري بن سعود ؛ لإيقاف المزيد من إزهاق الأرواح ، وتوجيه الجهات المختصة بمتابعة الأمر ؛ فوزارة النقل وفرعها بالباحة بدا فشلها وعدم متابعتها واضحاً. رسالة من خلال هذا المقال البسيط أوجهها لسمو سيدي أمير منطقة الباحة ، وأقول له : لا تثق بتقارير فرع وزارة الطرق بالباحة ، وأرسل من تثق به ؛ ليصور لك الواقع كما هو ؛ فكثير من تقاريرهم ليست صحيحة ، وتخالف الواقع، وأكبر دليل على ذلك عندما اعتذر وزير النقل عن الإجابة عن تساؤلات الإعلاميين عندما زار المنطقة أول أيام قدومك لها، وعدم وفائه بازدواجية الطريق محل الحديث وحل مشكلته منذ أكثر من عامين. أهالي الباحة يا سمو الأمير يعلقون عليك كثيراً من الآمال بعد الله ببحث الفشل الذريع في متابعة مشاكل الطرق بالمنطقة ، وهذا الطريق أولها وأخطرها ، وكلهم ثقة بك يا سمو الأمير ؛ فمنذ قدومك للمنطقة وأنت تضع خدمات المواطن وأولوياته نصب عينيك.