المملكة العربية السعودية هي مهبط الوحي ، ومهد الإِسلام ، ومصدر النور ، فيها نزل القرآن الكريم ، وفيها ولد خير البشر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، وفيها بعثه اللَّه وأرسله للناس جميعًاً. وفيها تضاعف الحسنات ؛ فالصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، وفي المسجد النبوي بألف صلاة ، وفيها مشاعر الحج التي يقصدها الملايين سنويًا ، وبها الكعبة المشرفة ؛ التي تقع في مركز الكرة الأرضية حسب تقرير العلم المعاصر. ومن الخصائص الأخرى البارزة في بلادنا ؛ أنها تحكم شرع الله تعالى في أغلب شؤون الحياة ، وأنها خالية من الأمور الشركية ، وأن الطابع الديني هو الغالب المؤثر في تعاملات الناس وأفعالهم وسلوكياتهم. وفي بلادنا العظيمة ؛ تمرّ علينا في أول الميزان من كل عام ؛ مناسبة عزيزة على كل فرد فيها ، وهي مناسبة توحيد أرجائها المترامية الأطراف ؛ على يد موحدها الملك عبد العزيز (رحمه الله تعالى) ، ورجاله المخلصين ، وقد كنا قبل توحيد هذا الكيان ؛ على ضلال وضياع ، وفي تفرق وتشرد ، وضنك وجوع. وهانحن اليوم ؛ نعيش في نعيم ورخاء ، وأمن وأمان ، وتكاتف وترابط ، وهذا يحتاج منا إلى شكر الله تعالى دائماً ، وأن نساهم في المحافظة على أمنها واستقرارها ، فإنه مهما وجدت بيننا من نواقص أو قصور ؛ فوحدة الصف أهم المطالب ، وأكبر المكاسب ، وأعظم الثروات. ولنا عبرة في الدول التي اختل لديها الأمن ، ووقع فيها الرعب والخوف ، والقلق والبؤس ، انظروا إلى أحوالهم الآن ؛ سفك للدماء ، وانتهاك للأعراض ، وإهانة للكرامة ، ونهب للأموال ، وخراب للممتلكات ، وزوال للعمران. لهذا ينبغي علينا الالتفاف حول قيادتنا الرشيدة ، والتعاون معها ؛ على التقدم والبناء ، ومواجهة الأخطار ، ودفع المفاسد والشرور ، وعدم الالتفات إلى كل ضال مضل ، وهادم ومفسد. هنيئاً لبلادنا قيادتها الحكيمة ، وشعبها المخلص الوفي ، ونسأل الله تعالى ؛ أن يديم علينا التكاتف والتلاحم ، والنعيم والرخاء ، والأمن والاطمئنان.