حين ترجع بنا ذاكرتنا لما قد قُدّر أن يكن بأمر الله تعالى شئنا أم أبينا تتضح لك معالم حكمة ذلك الأمر حتى ولو بعد برهة من الزمن ، فإن حرمك من شربة ماء قد يكن خيرة لك ألا تشربها ، وإن حُرمت وظيفة كنت تتمناها قد يكن خيرة لك ألا يكن لك فيها نصيب ، وإن كنت تتمنى أمنية أن تتحقق كانت الخيرة بها ألا تتحقق ، حين يُقدر الله تعالى عليك ذلك كله تضعف النفس وربما يُصيبها بعضا من الضجر ، لكن الفطن المؤمن الذي يعلم أن الله تعالى اختار له الخير وهو أعلم ، ينقصنا من العلم ما يجعل نفوسنا تمتليء باليقين القاطع تجاه قضاء الله تعالى وقدره . حوادثنا اليومية [ قدر ] تفتح عقلك على مالم تعرفه من قبل ، أو تأخذ درساً ليكن في قائمة أمامك لكي لا تقع في مثله من بعد ، حين تتصادم مع بعض العقول التي تريد إيقاعك في أمر ما ، أو أن تسحبك إلى حلبة تقاذف ربما يصل بعضها إلى عرض بعض المسلمين وهم غافلون ، فهي إن لم تكن نميمة كانت افتراء وظلم في ظهر الغيب ، أو خروج عن طور يجعل من المرء يتصرف بعقول ليست عقول ( إنسان ) قد كرمه الله تعالى بكيفية التفكير والحكمة والروية . كل يومٍ من أيامك تتعلم درساً وأيضاً تحت [ القضاء والقدر ] .. لمَا وقع هذا ، وكيف ؟ وبهذه السرعة ، أو أقل غفلة تحيط بعقل الإنسان كالغشاوة التي تمر بعينيك أحياناً وربما تعميها وبين لحظات تجد نفسك انتقلت من مرحلة إلى مرحلة أخرى لو كان بودك أن كنت بالأولى ولم تتخطاها إلى الثانية ، أو لم تكن بالأصل لأنها تقلل من [ هيبتك ] كإنسان لك كيانك بين أقرانك وكرامتك ، يأتي الإصرار أننا سوف نتعلم من هذا الدرس ، لكن نقع في درس آخر بغير الطرق الأولى . من حولك قد يكن له نصيب فيما يجري بحياتك إما بسرور أو ضده ، وقد تجعله بسرور حين لا تسمح لتلك العقول أن تغير من [ مبادئك ] التي ربيت عليها في ظل الشريعة الإسلامية ، فأن تعرف [ مبدأ ] من حولك يسهل عليك التعامل معه وفق مبدأه واتجاهه في الحياة خير من أن تتعامل مع ( محدودي الفكر ) الذين يجعلون منك شخصا خارج عن عاداتهم وتقاليدهم التي لا يعترف بها الدين الإسلامي ، فهي تطبق لديهم أكثر من أحكام دينهم ، ويتمسكون بها لكي تحفظ كرامتهم ! الناس ( معادن ) فمنهم الأصيل ومنهم الرخيص ومنهم مابين بين ، تكشفهم الأيام وإن لم تعرفهم من قبل ، بعضهم يسمو بالعلم وإن لم يدعيه، وبعضهم يسمو بالجهل وهو يدعي العلم ، ولن يكن السمو الحقيقي إلا بتعاملهم بأخلاق ( البشر ) التي حثنا عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، هكذا هو ديننا ، بالأخلاق نسمو ، فيستحيل على إنسان كامل العقل أن يصف غيره بما دون الإنسانية أو يشكك في [ تربيته ] ، كل ذلك ( خيره ) حين تكتشف من حولك من أي صنف هم ، فالإيمان الحقيقي إن امتلأ به القلب خاف الرب وابتعد عما يسبب له ما يُعكر عليه ذلك الجو الروحاني بقرب أعظم مافي الوجود .. [ الله ] الذي لم يختار لك إلا كل مابه خير .