تتوالى هذه الأيام حفلات تخريج دفعات من أبنائنا ممّن أنهوا دراستهم الجامعية، وأوشكوا أن يفتحوا صفحة جديدة في حياتهم، يخوضون عبرها معترك الحياة، والعمل، والمسؤوليات الاجتماعية والأسرية.. ولكل واحد من هؤلاء الأبناء أوجّه عشر رسائل سريعة، عسى أن تكون لهم عونًا وهم يستكشفون آفاق المرحلة الجديدة. • اتّقِ الله، «ومَن يتّقِ الله يجعل له مخرجًا”، وهذا وعد من رب كريم لا يخلف الميعاد، وقال سبحانه «ومَن يتّقِ الله يجعل له من أمره يُسرًا”. • لا تفعل في السر ما تخشى أن يُعرف عنك في العلن، فكل خافٍ مآله إلى الإعلان، ولو بعد حين. • مَن جدّ وجد، ثق تمامًا في أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ولذلك عليك بالجد والإخلاص في كل ما تُقدم عليه، وتأكد أن الحصاد قادم بحول الله. • ولم أرَ في عيوب الناس عيبًا كنقص القادرين على التمام لا أعتب على مَن لا يستطيع عجزه، ولكن العيب -كل العيب- هو في مَن يتقاعس مع القدرة على الأداء. • لا تقلق!! فعلى المدى الطويل لا يصح إلاّ الصحيح، قد يبدو لك يومًا ما أن المنافقين، والمطبّلين، والغوغاء لهم غلبة، ولكن تأكّد أنك إن التزمت بمبادئك، وتمسّكت بقيمك، فإن الكل سوف يعودون إليك، وإن لم يفعلوا، فإنهم الخاسرون. • لا تستسلم!! بل جرّب، وحاول، وتعلّم! الاستسلام هو من سلوك الجبناء، أمّا الناجحون فهم المثابرون الذين لا يكفّون عن المحاولة، والاستزادة من العلم. • الرجولة مواقف!! وفي الصعاب تظهر معادن الرجال! ما أسهل الضحكات في وقت اليسر، ولكن نار المواقف الصعبة تظهر الذهب الأصيل، والحديد الصلب، وتطمس النحاس، والصفر وتحرق غيرها من المعادن الرخوة. • «امش عدل.. يحتار عدوك فيك!”، وهو مثل عامي لا يقل في بلاغته عن سواه من الحكم الفصيحة، فالسير على صراط مستقيم يحيّر الأعداء ويربك المتربصين. • استنشق الورود!! لا تنسَ في غمرة عملك ومسؤولياتك أن تتوقف لتستنشق الورود، وتستمتع بحياتك وشبابك وأحبائك، فما قيمة النجاح إن لم يكن في كيانك مَن تحتفل معه به، واحذر أن تفقد أسرتك وأبناءك وأنت تسعى لبناء مستقبلك، فيفوتك الحاضر، ولا تتمكّن من الاستمتاع بالمستقبل. • قف وفكّر.. قفْ بين حين وآخر لتتأمل في حياتك وقراراتك واختياراتك، فبدون هذه الوقفات قد تجد نفسك مندفعًا في الاتجاه الخاطئ.. راجع نفسك بين حين وآخر لتتأكد من أن ما تفعله ينسجم مع قيمك ومبادئك وأخلاقك وتطلعاتك. وفّقكم الله وسدد خطاكم.