السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة وخيرات الأرض كنوزها تحتاج إلى عقول مفكرة وجهود مضنية وعزم وطاقة بشرية عاملة بجد وعلم لتستحوذ على ثرواتها. ومنذ بداية الخليقة هيأ المولى الكريم لخلقه كل الأسباب التي تعينهم على الحياة والعيش فيها ولكن على هذا الخلق التفكير والبحث عن الطرق الأساسية والضرورية لمعيشته واستطاع الإنسان بذكائه وموهبته العقلية والحسية أن يتخذ من كهوف الجبال ومن أغصان الأشجار سكناً ومأوى له كما تمكن من السيطرة على المخلوقات الحيوانية التي ستقيه والتي ذللها له والاستفادة من لحومها وجلودها ووبرها كل هذا بمعرفة جميع البشر من رحل ومن هو باقٍ وأيضاً من سيكون منهم. لا ننتظر أو نتأخر أو نقف لنقول سوف نفعل بل لا بد من البدء نفكر ونتوكل على الله نعمل ثم ننتظر النتائج التي نريدها وليس بالأهمية ان يكون تحققها تماماً وفق ما أردناه أو تمنيناه. بل هي بكل صراحة ستكون هادفة لو سلكنا المسار الحسن والجيد والذي يعود بالفائدة علينا وعلى الآخرين نعمل من أجلهم وهم يبادلون نفس المقابل، النتائج ستكون مرضية جداً والأفضل من ذلك الرضا النفسي وفق ما أديناه وجنيناه سنشعر بالراحة التامة لكل المساعي التي قمنا بها ولن نندم فما قدره الله وأمر به كان وحصل، لكن لو أننا لم نقدم على عمل اي شيء او نفعله كيف ستكون الحياة، سنجد الابتعاد عن العمل والنفور من المهن التي كان يعتاد عليها الناس (الزراعة الرعي) لم تعد كما كانت وعلى ضوء ذلك تصحرت الأراضي وطغت المجاعة ومات البشر. والحقيقة الاكيدة ان كلما حصل سببه الإنسان نفسه لم يكن يفكر في المستقبل لم يخطط لحياته وينظم لها ولم يضم او يجعل له أولويات ويعرف منها المهم والأهم. قد يقول البعض هناك اناس متقدمون وآخرون متخلفون ونقول نحن لابد من وأد هذه المقولة فالعالم بأسره أصبح في ظل التقدم العلمي المهول قرية واحدة وكان من الصعوبة منذ عقود أن يرحل الإنسان أو يسافر للبحث عن لقمة العيش كما يحلو للبشر أن يسموها أما الآن فللتقارب الدولي والإنساني ولحاجتها عرف ان مصدرها البحث عنها في أي مكان في أرض الله سيجدها وستتغير المفاهيم فالحق سبحانه وتعالى يقول (واسعوا في مناكبها) صدق الله العظيم. أبناءنا الأعزاء تحملوا المشاق وتحدوا الصعاب أينما تجدون فرصة عمل سانحة في جميع أرجاء الوطن الغالي عليكم اقتناصها والفوز بها.