كلّ يوم يقبل علينا يبشّر بظهور أصواتٍ جديدة تتعاطى مع شؤون الثّقافة والفكر ، لا تقف بها الحدود عند المكرور أو المعاد ، ولا يسقط من خطابها لغة الإعادة والاجترار. إنّ تباشير تلك الأصوات تتبدّى جليّة ملموسة ظاهرة في ثوبها القشيب ؛ كمحاولة جادّة لإعادة خطابٍ فكري كادت أنْ تضيع معالمه ، حتّى أوشك ضوؤه أن يخبأ في ظلّ هيمنة خطابٍ أحاديّ الرّأي، إقصائيّ الجانب لكلّ رؤية جديدة ، أو فكرة وثيرة !!. فكم يغتبط الإنسان وهو يلمح صوتًا جديدًا يسري في الآفاق ، ويتبدّى على بياض الأوراق ، كلمحةٍ مستنيرة تتحسّس فيها صوت العقل ؛ بعيدًا عن الصّخب الذي مللّنا منه حدّ الغثيان !!. أصوتٌ بدأت تنْداحُ عبر العديد من المنابر الإعلاميّة: تطربك حين تكتب ، وتزيد فيك نشوة المتابعة حين تعيد قراءةَ ما أصبح في العُرف السائد من المسلّمات التي لا تنفك من أسرها المفروض عليك بغلبة ذلك الخطاب ؛ وهم يسلكون السّبل ، ويشقّون الدّهاليز ليصبوها في عقول الجَهَلة والدَّهماء ؛ بله الرّعاع ، فرضًا لازمًا ، لا اختيارًا ، عنوة لا مستزيدًا فلا حيلة لك من الانفكاك من أسره ، حتّى أصبح البعض أداةً مِطْواعة في يدي ثلّة ممّن عفا عليهم الزّمن ، فلم يعد لهم من المتابعين سوى قلّة تحفظ ودًا قديمًا ، وعرفانًا سباقًا. أصوتٌ بدأت تنْداحُ عبر العديد من المنابر الإعلاميّة: تطربك حين تكتب ، وتزيد فيك نشوة المتابعة حين تعيد قراءةَ ما أصبح في العُرف السائد من المسلّمات التي لا تنفك من أسرها المفروض عليك بغلبة ذلك الخطاب ؛ وهم يسلكون السّبل ، ويشقّون الدّهاليز ليصبوها في عقول الجَهَلة والدَّهماء ؛ بله الرّعاع ، فرضًا لازمًا ، لا اختيارًا ، عنوة لا مستزيدًا فلا حيلة لك من الانفكاك من أسره ، حتّى أصبح البعض أداةً مِطْواعة في يدي ثلّة ممّن عفا عليهم الزّمن ، فلم يعد لهم من المتابعين سوى قلّة تحفظ ودًا قديمًا ، وعرفانًا سباقًا. إنَّ العقل البشريّ يكسب كثيرًا ولا يخسر شيئًا إذا علم جديدًا ، وتعلّم مفيدًا ، يحرك بواطن العقل ، ويستفزّ فيه أدواته وحواجبه المستورة ؛ ولكنَّه بلا شك يخسر الخسران المبين إذا توقّفت به سُبل المعرفة عند حدود الإعادة والاجترار والتّكرار !! إنَّ الآفة الكبرى التي تتبدّى واضحة مقروءة من أوّل وهلة هي سمات لا تغرب عن ذوي الفطّنة حين يحملها بين ذراعيه عجزًا وخمولًا ، ويمدّنا بها بعض من توقف به العطاء ، واضمحلّت به الهمّة ، وتعالى به الكسل عن الابتكار والجدّة في الطرح والتّعاطي مع ما يستجدّ من أحداث كان حريًا به أنْ يتساوق معها وتفاعل بها. وهي في ذاتها آفة -كبرى- لا تقف بالشّخص عند حدود خلوته الخاصّة ؛ بل هي تتعدّاه إلى غيره ممّن آمن بما يقول، واجترَّ ما سبق أن قال به في كتاباته ، ومحاضرته ، وندواته فهو لا يصبح أو يُمسي إلاّ وتجدها حاضرة متبدّية في ثوبها القديم ؛ خطابًا باهتًا يتكئ على لغة تقادم بها العهد ، وتعدّاها الزمن ، يسوقها هي (هي) في ثوبها القديم ، ولا أبالغ إذا قلت: إنَّ البعض منهم لا يزال يحمل نفس أوراقه ، التي تغيّرت ملامحها بفعل التّصفح والإعادة والتّكرار ، ولم يتغير فيها سطرٌ واحد ، يرفع عن صاحبها حرج الإعادة ، وإسكات الخصوم والمنتقدين ؛ ناهيك عن الشّامتين المستهزئين !! أيَّها الكرام لقد آمن هذا الجيل أنَّه جيل إطلاق الأفكار ؛ لأنَّ التّفكير فريضة واجبة على كلّ إنسان يعرف للعقل حقّه ، فلم يعد للأفكار المكرورة ، والرّؤى المعادة ، أيّ مكان في ساحة الأفكار المبتكرة بعد أن تراءت في الأفق سقطات الخطاب التّقليدي ، وتعرّت سوءاته ، وتبدّت للعيان عوراته !!.