رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار كتب تعقيبا نشرته (الوطن) يوم الأربعاء الماضي ، وكان ذلك تعليقا على مقالي الذي جاء تحت عنوان (جدة التاريخية تحتضر) المنشور هنا في 20 فبراير الماضي ، رئيس الهيئة مشكورا شاركني الرأي والقلق إذ قال: وقد عبرنا في أكثر من مناسبة عن ألمنا وأسفنا الشديد لما يشهده الموقع من تدهور ، كما أكدنا في زيارات متكررة للموقع ، وخلال الزيارة التفقدية بعد أحداث سيول جدة الأخيرة على أنه (إذا لم تتم معالجة الوضع بشكل سريع وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة ، وبشكل فوري وعاجل ، فإن معالم جدة التاريخية أو معظمها سيكون قابلاً للاندثار ، فيما لن يجدي التحسر والندم لاستعادة هذا الموقع المهم لنا جميعاً) ، وأوضحنا أن (القضية تحتاج إلى تفعيل القرارات الاستراتيجية التي تم اتخاذها للحفاظ على هذا الموقع العالمي والتاريخي المهم) . وقال أيضا: لقد حددت الهيئة وبمشاركة أمانة محافظة جدة بعد هطول الأمطار الأخيرة أهم القضايا التي تعيق الأعمال التنفيذية في جدة التاريخية وآلية معالجتها والتي سيتم عرضها هذا الأسبوع على صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة العليا لتطوير جدة التاريخية ، وتم إقرار خطة إنقاذية عاجلة تضمنت التأكيد على سرعة تحديد المخاطر ومعالجة الأضرار التي تسببها بعض المباني من خلال تدعيم الخطرة منها والآيلة للسقوط ، وإزالة ما تشكله من تهديد للسكان والزوار والمباني المجاورة ، واستمرار إخلاء المباني والمحلات التجارية الخطرة في المنطقة ، وقطع الخدمات الأساسية عنها حسب ما تقرره الفرق الميدانية ، وتنفيذ ذلك بشكل فوري وحازم (وأضاف الأمير سلطان بن سلمان: يواجه الإجراءات التطويرية بعض العوائق التي تحول دون التنفيذ بالشكل المرضي ، ومنها الملكية الخاصة والأوقاف وتعدد الملكيات للمباني ، بالإضافة إلى البطء من قبل المقاولين في تنفيذ أعمال التطوير. وقد عملت الهيئة –وما تزال- بالتعاون مع عدد من الجهات ومنها وزارة الشؤون البلدية والقروية ، في عدد من المواقع التراثية التي تم تنفيذها بكفاءة عالية ، ويتعدى ذلك 40 موقعاً بين أواسط مدن وقرى تراثية وأسواق شعبية على امتداد المملكة ، وإطلاق عدد من المبادرات الهادفة إلى إشراك المجتمعات المحلية في جهود المحافظة على مواقع التراث العمراني في مناطق المملكة المختلفة من خلال تنفيذ برنامج (ثمين) . كان ما تقدم كلام هيئة السياحة والآثار التي يهمها تسجيل الموقع ضمن الثراث العمراني العالمي في منظمة (اليونسكو) ، أما المركز الإعلامي بأمانة جدة الذي نشرت (الوطن) تعقيبه على المقال أمس فقد جاء غير واضح بصورة متكاملة ، فالحديث يجري عن جدة التاريخية كلها والمركز الإعلامي يتحدث عن المباني التي تملكها الأمانة ، ومع ذلك جاء أيضا متناقضا إذ بعد أن استعرض الأضرار التي تعرضت لها المباني التاريخية والجهود التي ستبذل للمعالجة عاد ليؤكد أنها غير مهملة وأوحى أن الأمانة كانت ومازالت قادرة على حماية المنطقة التاريخية بينما الواقع الذي تشهد عليه هيئة السياحة ويراه الناس يقول غير ذلك ، فالادعاء لا يصمد أمام الحقيقة.undefined