الاختلاف حول موهبة المحترف الروماني (رادوي) يعد ضربا من ضروب الاستحالة، فالمسألة محسومة لصالحه، لكن الاختلاف على طريقة تناوله لأحداث الميدان وصراع الأقدام، فرادوي لاعب الوسط المائل للدفاع هو وجه آخر من وجوه أبطال مسلسل باب الحارة، غير أن الاختلاف بين «أبو شهاب» الحارة الشامية و»أبو شهاب» حي العريجاء، وهما الشخصيتان المحوريتان بكلا الجانبين، يتراوح ما بين الشهامة والرجولة بالكاركتر السوري، والمصارعة ، الملاكمة ، العنف والعنترية بالكاركتر الروماني... ويااااااهو فرق!. (الأباضاي) رادوي له في حلبة المخاشنة صولات وجولات مشاهدة في الدوري الروماني بمقاطع (يوتيوب)، ومع المنتخب الوطني لبلاده، فالعنف صفة سائدة لديه، والإشكال ليس هنا، الإشكال لدى أنديتنا التي تبحث عن محترفين موهوبين، ولا تبحث في سلوكياتهم وهذا خطأ برأيي!، لكن هل يعقل بأن يتجه كل نادٍ يريد أن يتعاقد مع لاعبا أجنبيا لc.v سابقاته السلوكية والانضباطية؟!! ومن جهتي أرى بأن ذلك أهون من موهبة معظم وقتها تقضيه بالإيقاف. وأتساءل، لماذا تضيع العقول في لحظة الإدمان على السقوط في (وحل) الركل والرفس والاعتداء؟؟، فرادوي النجم الجماهيري الذي يلقى شعبية كبيرة في المدرج الأزرق...(أخطأ) ما من خلاف، لكن المشكلة ليست هنا، فالهلاليون أنفسهم أول من يدرك حجم أخطاء محترفهم الأجنبي وتهور تصرفاته، لكن الإشكالية في آلية توزيع العقوبات وتباينها، وهي ذات الإشكالية بكل موسم تتجدد بأبطال... غير!! سواء من قبل لجنة الانضباط أو الطرف الهلالي!!، (الوسط) في هذا كله هو ردة الفعل الإيجابية من قبل الهلاليين أنفسهم، قضية الحسم من راتب اللاعب الأجنبي باعتقادي الشخصي مهمة ومؤثرة، خاصة في حيز المادة والتي هي أهم متطلبات بقاء واستمرارية (العنصر الأجنبي) بملاعبنا، فردة الفعل النفسية أكثر إيلاما إذا تعلقت (بالفلوس)، التي تمرض لأجلها (النفوس)، أو هي كذلك لدى أغلب القادمين من أجل المادة!!، وأعتقد بأنها كان يمكن أن تؤثر بشكل قاطع في العادة السيئة تلك، لو وصل الحسم إلى 70% أو حتى 50% على أقل تقدير!!. فضمن السياق أعجبني موقف اللاعب الطلياني المعروف (جاتوزو) نجم الميلان، الذي أخذته الأعصاب (الحامية) صوب عنترية رادوي تجاه مساعد مدرب توتنهام هوتسبير الإنجليزي بدوري أبطال أوروبا، لكن الفرق في طريقة ردة فعل الاثنين، أن الأول اعتذر وبرر بشكل مهذب تصرفه الأهوج، وأما الثاني (فلا)، وكيف يعتذر وهو يجد في كل مرة يخطئ فيها (الربع) يبررون ويدافعون ويهونون تصرفاته، بالتالي يجد المحترف الروماني تبريرا لتصرفاته على طريقة الدراما المصرية...(جعلوني مجرما)!!، ولا التهويل والتركيز على ذلك بالشكل الذي يسقط فيه البعض أمراضه تجاه الفريق الأزرق، فهناك المعقول وهناك غير المقبول وشتان بين الاثنين، وأشير إلى أن معظم إشكالياتنا في هذا الاتجاه ليست في إيقاع العقوبة من عدمها، مع أن ذلك مشكلة في طريقة تناول اللجنة الانضباطية، ومنظار توزيعها للعقوبات، ولكن من اتجاه حاصل لا محالة، وهو الذي يعقب العقوبة... «بعفو»!!، فأي اعوجاج ننتظر إصلاحه، وأي سلوك نتمنى تقويمه؟!!.