لا أعتقد أن المشهد الأخير الذي باتت كرتنا السعودية تقدمه في المنافسات الإقليمية والقارية والدولية مستغرب بعد أن أصبح (معتادا) ، لا تفهموني خطأ ، فوالله إن وقع الألم من الخروج المتعاقب .. (بخفي حنين) بات أمرا مستساغا لدى الشارع السعودي الذي عود نفسه مبكرا على تقبل الصدمة مع كل مشاركة للمنتخبات السعودية ، وكذلك الأندية التي تمثلنا خارجيا! أتدرون ما هو الألم الحقيقي ومتى نشعر (بفظاعة) نكء الجراح وتعميقها؟ حينما نرى المنتخبات التي كانت تعيش في (الظل الآسيوي) و (المتسلقة) على أكتاف الزمن والهشة و .. و .. تغيرت .. (تطورت) وظهر النضج على ملامحها ، بينما باتت الشيخوخة تكسو وجه كرتنا ، والترهل أصاب جسدها من كل جانب وحدب وصوب .. تتغير الأجهزة الفنية لكنها أساسا لا تُختار ضمن روزنامة مقنعة تملأها الثقة بالقدرة والثقة بالإمكانيات ، نختار مدربين لكنهم ليسوا (الأفضل)؟!! لماذا؟! نغدق عليهم الأموال ولا نرى نتاجا (يشفي غليل) ملايين تصرف .. كيف؟! لا أدري؟؟! هم يتقدمون ويتفاعلون مع الحراك الكروي العالمي ونحن ننتكس ونمارس النكوص للخلف، هم يتغنون بإنجازات الحاضر ويقين المستقبل، ونحن نتغنى بإنجازات الماضي 84 - 88م و2000م، هم يعدون الخطط ويرسمون ملامح المستقبل بالإعداد الجاد والمباريات القوية ، ونحن (نتفرج) على الأفلام الوثائقية التي عبرنا من خلالها لنهائيات سنين فارطة ونلاعب منتخبات (عادية) وديا ، أو هكذا ظنناها ، وتهزمنا وتتجاوزنا و (نبلعها) بحجة أنه يجوز بالودية ما لا يجوز بالرسمية ، مع أن كلاهما من وجهة نظرنا –المرنة- جائز ، أسألكم بالله وعن قناعة ذاتية من منا عمل حساب سورية والأردن (بجدية) كما عملنا حساب -وربما لم نعمل- اليابان؟!! بعد إعلان المجموعة أيام القرعة الكل تفاءل بأنها سهلة .. لماذا؟! توقعنا بأننا الأفضل، والأردن وسورية هما الفريقان اللذان لا يملكان ما نملك من شهرة وأضواء وإعلام وهالة ضوئية لا تتعدى أرنبة غرورنا أن لدينا أقوى دوري عربي ، كرمنا الزائد بالتعاطي مع الثقة الزائدة عن اللزوم ، أعمانا عن الواقع ، آمنا بالتاريخ وتناسينا قدرة الزمن على تغيير وجه الحقيقة ، أصبحنا نقف ونتابع والآخرون يتقدمون ويقفزون على وجوه النتائج ، إلهي رحمتك .. هل أصبحنا ننافس أقل المنتخبات مستوى وتاريخا؟! (لا والله) فهم أفضل –منطقيا- منا ، فالهند المغمورة في كرة القدم لا تزال باقية على الصراع للآن ، ونحن أول من يخرج ، ومن نحن...؟!! عفوا ... كنا بالماضي!! اعذروني فأنا (سعودية) وطبيعي أن أمارس التغني بالإنجازات الماضية ، فتعظيم الشأن عطفا على سنين خلت (لن يفيد) ، ولعل هذه مشكلتنا الحقيقية ، العودة للخلف ، هم ينظرون ويخططون للمستقبل وبالتالي (ينتجون) ويعملون ، ونحن نتخلف ونتأخر وننتظر (فرج الله علينا)! دعونا نختمها بخير أمام اليابان ولو (بحب خشم الكرة) كفانا -نشر غسيلنا على الملأ- والكل يرمي بلائمته على الآخر ، ناصر الجوهر (ما قصرت) ، إدارة المنتخب .. شكرا لمجهوداتكم .. كفى، لاعبونا .. (والله عيب) ، فقط لو تقدمون للمنتخب نصف ما تقدمونه لأنديتكم لما كان ذلك حالنا ، أفيقوا يرحمكم الله! لكم أتمنى أن يدرج منهج للتربية الوطنية الرياضية بمدارسنا لكي يتم تعلم الحس والروح الوطنية أكثر مما نرى الآن من برود وتبلد!