ما أكثر ما يردد الإعلام الرياضي المحسوب على ناد من الأندية اسم أحد لاعبيه ويطلق عليه لقب (الأسطورة) ، ومع تكرار ذلك في الأعمدة اليومية والأسبوعية ، وفي الصفحات الرياضية ، والبرامج المسائية ، أصبح هذا اللاعب أسطورة (يعني أسطورة) شئنا أم أبينا. إذا أردنا التحدث عن أسطورة لكرة القدم السعودية ، فإننا سنجد (أساطير) وليست أسطورة واحدة ، وهذا يعني أننا بحاجة إلى ندوات ومعارض وورش عمل تقام لاختيار واحد من بين العشرات من النجوم الذين خدموا كرة القدم السعودية أندية ومنتخبات طوال الأربعة أو الخمسة العقود الماضية. وهذا بكل تأكيد يحتاج وجود لجنة تحكيم من الخبراء والمعاصرين لكل هذه الفترات الزمنية ، وهم بحمد الله متواجدون ويتبؤون مراكز قيادية في مجالات أعمالهم ، حتى وإن صرفتهم مسؤولياتهم عن الرياضة ، إلاّ أنهم مازالوا يتابعون حراكنا الرياضي. والواقع أن هناك من يتحدث عن سعيد غراب أحد عمالقة كرة القدم السعودية وأصحاب هذا القول يرون أن الغراب لم (تلده ولادة) حتى الآن ، وأن ليس هناك شبيه له ، ولم يوجد حتى هذه اللحظة ، على رغم من وجود النجم الكبير ماجد عبدالله ، الذي يرى معاصروه أنه (الأسطورة) الحقيقية والوحيدة لكرة القدم السعودية. أما ثالث هؤلاء ، فهو النجم سامي الجابر ، كما يراه أنصاره من الهلاليين ، بل ويعتبرونه أسطورة بلا منافس ، ولذلك ستبقى هذه الجدلية قائمة ، بحيث ينصب كل منتم لناد نجمه الذي يريد ، لتلحق هذه بأخواتها ، وأعني جدلية النادي الأقدم تأسيساً ، وجدلية النادي الأكثر بطولات ، وجدلية النادي صاحب لقب أو بطل للدوري العام. وعلى رغم المحاولات التي بذلها برنامج (في المرمى) من قناة العربية لفك اللثام عن صاحب البطولات الأكثر ، والنادي الأقدم ، والنادي صاحب الأسبقية في الفوز ببطولة الدوري العام ، إلاّ أن البرنامج استضاف (شيبان) عاصروا تاريخ الرياضة السعودية ، ويملكون الدليل ، لكنني وجدت بعضهم وهو يتحدث وكأنني أستمع إلى مدير مركز إعلامي في أحد أنديتنا. أي تاريخ نبحث عنه عند هؤلاء ، وكيف يريدوننا أن نحترمهم وأنا هنا لا أعمم ولكنهم بفعلهم هذا يظلمون الكرة السعودية ، ويغيرون الحقائق ، ويزيفون التاريخ ، ولن تحل هذه القضايا المعلقة إلاّ بتنظيم مؤتمر موسع تشرف عليه الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتكون له الرسمية والتوثيق ، وتخرج من خلاله رؤية واحدة ، وهذا ما طالب به المؤرخ محمد القدادي في أكثر من لقاء. أعود إلى أسطورة الكرة السعودية ، وسنجد أن في الاتحاد أسطورة أو أكثر من أسطورة ، وفي الأهلي كذلك، وفي الوحدة ، وفي الاتفاق ، وفي الشباب ، فهل نسينا المدافع السعودي الأول أحمد جميل وهذا رأيي الخاص ، وهل يغيب عنا النجم العازف على الكرة خالد مسعد ، ألا يستحق هذا الثنائي لقب أسطورة؟. ومن أسطورة اللاعبين السعوديين ، إلى المنتخب السعودي الأول الذي يعود بعد أيام إلى بطولة أمم آسيا ، تلك البطولة التي أحبها فأحبته في زمن كان هو الوحيد الفارس لها ، ولكنه تراجع كثيراً ، والأمل أن يعود من الدوحة هذه المرة متوجاً بكأسها التي غابت عقد ونصف منذ آخر كأس في الإمارات عام (96م) ، لنؤكد أن منتخبنا هو أسطورة كرة القدم الآسيوية. ** وقت إضافي ليت أيام المدرب البرازيلي آنجوس تعود في الدوحة ، مع (شوية حظ) في المباراة النهائية ، فقد قدم لنا منتخباً ذكرنا بنجوم آخر كأس آسيوية في أبوظبي. بعد عام من الصيانة ، انهمر المطر على مدينة جدة لمدة نصف ساعة فقط ، فأغرق ملعب النادي الأهلي الرئيس ، وسلام مربع يا أمانة ، آسف يا صيانة. حتى في القنوات الرياضية أصبح المطلوبون للبرامج الليلية هم جلساء المركاز ، والمحسوبون على رئيس النادي ، ولو كان هناك عمل احترافي ورؤية واضحة ، لكان الزميل صاحب الكلمة المجنحة ، والمفردة الأدبية الرائعة ، والرأي الحرّ فيصل الغامدي ضيفاً حصرياً لأحد برامج المساء والسهرة ..!