من المؤسف أن نرى اسم بلادنا بين أسماء الدول الأولى عالميا في مجال حوادث السيارات, فحوادث السيارات في المملكة تسببت في فقدان الكثير من الشباب والأسر والعائلات وشكلت بابا كبيرا للأحزان والأتراح بين الكثير من أفراد المجتمع . ولتلك الحوادث أسباب كثيرة منها ما يعود لقائد المركبة والذي يتجاهل الإرشادات المرورية بشكل كبير بل ربما لا يعلم حتى بعض تلك الإرشادات , ومنها ما يعود إلى رجل المرور الذي قد يتساهل أحيانا في تغريم المخطئين والمخالفين وكأنه نسي أن إغفاله للخطأ قد يتسبب فيما بعد في موت السائق الذي تغافل عنه , ومن تلك الأسباب أيضا ما يعود إلى بعض أولياء الأمور والذين يعتقدون أنهم يكافئون أبناءهم بتركهم يقودون السيارات في سن الطفولة المتأخرة أو المراهقة المبكرة ولا يعلمون أنهم يندبون حظهم على تلك المكافأة التي منحوها لأبنائهم. لتلك الأسباب ولأسباب أخرى لا مجال لذكرها بدأت حكومتنا الرشيدة في التفكير في نظام يقلل من نسبة حوادث السيارات والتي باتت تشكل الآفة الطاغية لأكل الكثير من أبناء المملكة , ولجأت حكومتنا أخيرا إلى النظام المرور الالكتروني والمعروف باسم (نظام ساهر ) والذي بات حديث الناس في الفترة الأخيرة , وتتمثل فكرة نظام في كونه يرصد مخالفات السائقين بدون اللجوء لإيقافهم أو توبيخهم , كل ما على السائق أن يقوم به هو عمل المخالفة والكاميرا الخاصة بالنظام ستتكفل بالباقي , ومما لا شك فيه أن هذا النظام ساهم بشكل كبير – بعد إرادة الله – في تخفيف عدد الحوادث بشكل ملحوظ منذ بدء تطبيقه ,والمتابع لأخبار الصحف سيجد الاختلاف الكبير بين الأرقام المرعبة لحوادث السيارات في الماضي والحوادث الحالية وهو أمر نحمد الله عليه . ولكن إن أردنا فعلا أن نجعل من نظام ساهر وسيلة للوقاية من الحوادث ,فعلى إدارة المرور أن تبحث عن الوسيلة المثلى لتوعية الناس بعقوبات النظام وآلية عمله, وان تتدرج في تطبيق النظام حتى يستوعب المواطنون حجم النقلة النوعية التي سيحدثها نظام ساهر في تقنية المرور, اعلم بان عدم العلم لا يعتبر حجة للهروب من تطبيق النظام ,ولكن مفاجأة ما تعارف عليه الناس من أنظمة مرورية بنظام الكتروني حديث لا يعلم المواطنون شيئا عنه ستجعل من النظام أداة للعقاب فقط وليس وسيلة لتهذيب سلوك السائقين. والله من وراء القصد,,,