عند التأمل في حال البعض ممن ينتسبون لفئة ( أصحاب الغلو ) في الدين ترى العجب في أخلاقهم .. أفعالهم .. نفوسهم .. ! والتي تبعث على انقباض النفس ( والنفور ) مما يصدر منهم تجاه الناس وأنفسهم ، حتى عند مضغك ل ( العلك ) لا بد أن تتبع طريقة ما رسمية أمامهم ، بل قد يعتبرون أن ذلك يقلل من هيبتهم ! . البعض يشوه الدين بتصرفاته وتعاملاته التي لم يأتي بها الشرع الحكيم .. ولو ألقينا نظرة على مفهوم ( الالتزام ) عند البعض لا نرى إلا ذلك الوجه العبوس ، فالضحك يُسقط المهابة من عيون الآخرين ! والجدية القصوى في الكلام ، والأوامر الصارمة فيما يُنهى عنه وفيما يُؤمر به مع حمل ( العصا ) في يد ( والقفل ) في يد أخرى ! . لكن الانفتاح العجيب لهم هو عمل ما يروق لهم في أجواءهم الخاصة ( والبيتوتية ) وتحريمه على غيرهم .. ! كالذي يصرخ بين الناس أن ( العباءات ) المخصرة والضيقة والمزينة محرمة ، وفي نفس الوقت يحللها لأهل بيته ويتحاشى أن تناظره أعين الناس وينكشف أمره .. ! في الأسواق والأماكن العامة . هكذا هو انفتاح المتشددين والمنغلقين في وقتنا الحالي يبعث الحيرة في النفوس ( أين أهل الدين الحقيقيين ) ؟! . فمن المؤسف أن ترى ابتعاد الناس عن دينهم ( الوسطي الميسر ) بسبب أشخاص يجعلون من أنفسهم ملائكة معصومين عن الخطأ .. وقد لا يعترفون بالصفة البشرية مع ضمان دخولهم الجنة ( ! ) والنار لغيرهم ( ! ) حتى أصبحت نظرت البشر عامة لكل من يصلي ويصوم فقط أنه متشدد .. ! وقد يصبح مع الوقت أن كلمة ( مسلم ) فقط تعد تحت قائمة المتشددين حتى يكره الفرد أنه مسلم .. ! وهذا الذي بدأ يظهر . وقد يُلاحظ التغيير الملحوظ في أوساط الناس عامة إلى ( الوسطية ) وهذا شيء مفرح ، يُحبب الناس في رجوعهم لدينهم الحقيقي دون إفراط ولا تفريط كما يأمر الله تعالى ، لكن الاتصاف بالشخصية الإسلامية المثالية التي تيسر ولا تعسر هو المطلوب ، وتدفع الأفراد لتقبل الجديد حتى توظفه للدين الإسلامي وتتقدم الأمة ، وترفع عن الأشخاص كتم الأنفاس ! . كثر هم المنغلقون والمتشددون .. ليس فقط تحت مسمى الدين ، بل أيضاً العادات والتقاليد التي قد تفرض على الفرد قيوداً تجتاز التحريم ! فلا يُفهم انفتاحهم ! ولا هم للانفتاح مقبلين ! .