الكابتن محمد الدعيع نجم من نجوم الكرة السعودية الذين إستحقوا محبة الجميع على مختلف ميولهم الرياضية .. ولا شك أن التربع على قلوب الجميع أو الأغلب والفوز بتقديرهم وإحترامهم ليس بالأمر السهل .. خاصة في عالم الرياضة الذي يموج بالكثير من المتناقضات والمنافسات والتعصب الأعمى الذي يقود أحياناً وللأسف الشديد إلى إنكار الحق وتشويه الحقائق وتغيير الوقائع بدوافع كثيرة محركها الأساس التعصب المقيت .. ومحبة من هذا النوع وفي مثل هذا الخضم المتلاطم منزلة عالية لم ينلها إلا القلة القليلة من اللاعبين على مدى عقود من الزمن منهم على سبيل المثال لا الحصر ماجد عبدالله ويوسف خميس وفهد الهريفي وفهد المصيبيح وإبراهيم ماطر ونواف التمياط ومحمد عبدالجواد وصالح خليفه وخميس الزهراني والحسن اليامي ومحمد الدعيع وما يميز هؤلاء النجوم لعبهم النظيف وإحترامهم للمنافسين وعدم التطاول بالفعل أو القول على الأندية الأخرى أو زملائهم داخل الملعب أو خارجه .. لا تسمع منهم إلا خيراً .. ولا ترا منهم إلا خيرا .. في الأعم الأغلب .. والنادر لا حكم له . محمد الدعيع من هؤلاء القلة .. أمتاز على مدى مشواره الرياضي بدماثة الخلق .. وحسن السلوك .. ورقي الفكر .. حتى أنه كان يمازح زملاءه المهاجمين ووأحدهم يهم بتسديد ركلة جزاء في المرمى الذي يحرسه .. وأي حارس يمازح مهاجم يتهيأ للتسديد عليه .. إنه محمد الدعيع .. ترى شواهد أخلاقه العاليه في لقاءاته المتلفزة .. فنحن لا نكاد نرى محمد الدعيع إلا والإبتسامة تعلو محياه .. والبشاشة تزين وجهه .. والكلام الطيب ديدنه .. لم أسمع أنه إستهدف أحداً بتجريح .. أو تعمد أحداً بإنتقاص .. ولم أره يوماً في زمرة المتبجحين .. أو مع المتاعلين والمغرورين .. هذا ظني فيه وفق مشاهداتي له .. ولا أزكي على الله أحد .. ولكن يسرنا إن يكون من بين من يتخذهم الشباب في هذا الزمان مثالاً .. ويعتبرونهم قدوة حسنه .. من يتحلى بهذه الأخلاق الطيبة .. والخصال الحميدة .. قبل عددة أيام أعلن الكابتن محمد الدعيع إعتزاله للكرة .. وقال إنه إستشار المخلصين فنصحوه بالإعتزال فحزم أمره وأتخذ القرار .. وقال لن أجد أفضل من هذا الوقت للإعتزال .. فقد حققت مع الهلال بطولتين من بطولات الموسم هي درع الدوري وكأس ولي العهد .. وتأهلنا لدوري الثمانية في بطولة أسيا .. وهذه أنسب فرصة للإعتزال .. وسواء إعتزل محمد الدعيع أو إستمر فهو أحد أبناء هذا الوطن الذين يشار لهم بالبنان ليس لمكانته الرياضية فحسب ؛ وهي كبيرة ولا ريب .. وإنما لمكانته الأخلاقية العالية .. التي أرجو أن لا يشوهها قوله في لقاء الإعتزال أن (90%) من الشعب السعودي هلاليين .. الهلال فريق كبير وبطل وزعيم .. وجماهيره كثيرون جداً .. ولكن ليس من المعقول أن يكون مشجعي (13) نادياً جماهيرياً في الممتاز بمن فيهم النصر والأهلي والإتحاد والوحدة والإتفاق والفتح والتعاون والرائد والفيصلي ونجران بالإضافة إلى من لا يتابع الكرة ولا يشجع أي فريق فقط (10%) من السعوديين .. ومشجعي الهلال (90%) .. إنها سقطة كبيرة .. ليت محمد الدعيع يعتذر عنها .. ليبقى كبيراً .. كما كان . _________________________________ للتواصل الشخصي مع عوض الدريبي [email protected] للتواصل بغرض التعاون أو النشر في الصحيفة [email protected]