وهذه سيدة كندية متزوجة اسمها جابريلا ناجي ترفع دعوى قضائية ضد شركة جوال كندية معروفة اسمها روجرز للاتصالات اللاسلكية تطالب فيها بتعويض قدره 600 ألف دولار. أما السبب فهو أن شركة الجوال أرسلت فاتورة هاتفها الجوال إلى زوجها بالخطأ، ولأن زوجها (ملقوف) فقد تفحص الفاتورة جيداً ليكتشف أن زوجته تقيم علاقة غرامية مع رجل آخر تردد رقم هاتفه كثيرا في الفاتورة. طبعاً زوجها لم يتردد في إعلان طلاقه منها. وكان من المفترض أن يغمر الفرح أرجاء العاشقة الولهانة، لا أن تلجأ إلى القضاء شاكية باكية. ويقول رجال القانون هناك إن هذه ربما كانت القضية الأولى من نوعها ليس على مستوى كندا وحسب، وإنما على مستوى أمريكا الشمالية بأسرها. الخيانة حاصلة ولا غبار عليها بإقرار جميع الأطراف بما فيهم العاشق الولهان. أما المشكلة الحقيقية التي تعاني منها السيدة التي صارت آنسة فهي نسيانها أن حبل الكذب قصير، وأن جدار الخيانة ضعيف. وأقصى الخيانات قسوة خيانة بيت الزوجية سواء كان الخائن زوجاً أو زوجة. وكفى بالعقوبة المشددة دليلاً على فظاعة هذا المنكر الكبير، فهو ليس قتلاً عاجلاً وحسب وإنما رجم بالحجارة حتى الموت بعد نزف وألم وتألم، وبعد خزي وفضيحة وندامة. وعقد الزواج وثيقة عهد مغلظة لا مساحة فيها للعب والدوران والالتفاف على الحلال عن طريق الحرام. ومع هذا تصطدم الأذن أحياناً بقصص مفزعة عن حالات خيانة يعيشها المجتمع المسلم يذوب لها القلب كمداً وقهراً مع غياب دافع يبرر هذه الفاحشة سوى النفس الأمارة بالسوء والشيطان الذي يبلغ المدى طرباً ونشوة حين يُهدم بيت وتتشتت أسرة وتشيع فاحشة والعياذ بالله. ملاحظة أخرى هي ظهور آثار الخيانة على الخائن مهما حاول الالتفاف عليها، فهي في عينيه ظاهرة وفي حركاته ظاهرة، وفي لحن قوله ظاهرة. وفي مجتمعاتنا العربية وحتى في الغربية، تتفوق نسبة الذكور الخائنين على نسبة الإناث الخائنات، فالمرأة عموماً أشد وفاءً وأكثر حرصاً على استمرار الحياة الزوجية آمنة مطمئنة، وما السيدة الكندية إلاّ مجرد مثال ساقته الأخبار إلى صدر هذا المقال.