ضالة النادي أي ناد لن يجدها إلا من خلال إدارة تمتلك من الوعي ما يكفيها لبلوغ النجاح. فالإدارة الواعية هي ضالة الأندية ومن يستطيع تحقيق هذا الجانب سواء بالاختيار أو من خلال الانتخاب فلن أصبح مبالغا لو قلت لكم بأنه سيكون الأقرب لقطف الثمار أعني ثمار البطولات والمنجزات وثمار تلك الأعمال التي تمثل ركن الأساس في منظومة الرياضة. أي عمل مهما توفرت شروطه ووسائله لا يمكن له أن يصبح مكتملا إلا بصانع قرار يفكر بوعي ويخطط بوعي وينفذ بوعي وإذا ما أرغمته الظروف لا سيما ظروف التعصب والمتعصبين تذكر أن الرياضة وجدت لكي تضيف المتعة للمدرجات لا أن تضيف لها التعاسة. ولكي لا تصبح الفكرة المكتوبة مشوهة بفضل الإنشاء أقول: كم هو جميل أن يكسب الاتحاد رجلا بقيمة وقامة الدكتور خالد المرزوقي فالإتي الكيان والجمهور والتاريخ كسب في هذا الرجل مقومات جميلة كادت أن تموت مع من سبقوه وبالتحديد مقومات الروح الرياضية والخلق الجم الرفيع التي تمسك بها المرزوقي وأصر عليها فكانت في المجمل السبب المباشر الذي أعاد لنا الشكل الأنيق للاتحاد ولكل من ينتمي إليه. الرياضة منافستها الشرسة تبقى على الميدان أما خارج هذا الميدان فالوعي لابد وأن يسود حتى لا نخسر على الأقل بعضا من تلك المبادئ التي جلبنا عليها في هذا المجتمع الأعروبي الذي لا يمكن له أن يصبح مساوما عليها أو مساوما على الأخلاق واحترام حقوق الآخرين فالرياضة مبدأ والمبدأ يحتم على كل من يمثل واجهة المسئولية أن يكون رياضيا بالوعي لا رياضيا بالتعصب لا سيما وأن هذا الأخير هو رأس كل مشكلة وقضية وكارثة. نختلف في الانتماءات.. نتنافس.. نجاهر بالميول.. نتعصب للأندية لكن المهم الأهم هو أن نتعامل من منطلقات واعية ترفض التجاوزات وتمقت الخروج عن المألوف ولا تقبل إلا بخيار الارتقاء بالرياضة كرياضة وليس العكس. عموما برافو للاتحاد والاتحاديين لأنهم وجدوا ضالتهم الحقيقية في هذا الرئيس الواعي وبرافو أكثر لجماهير الاتحاد لأنها وقفت وساندت ولم تلتفت لمثل تلك الديباجة التي حاولت استهداف طبيب القلب لمجرد أنه قرر أن يرسم للإتي خارطة مغايرة تؤسس بالمثالية وباحترام الجميع وترفض الغوغائية ومن هم في قائمتها. أما عن أنزو هيكتور فالذي أؤمن بصحته أن رحيله يعد بالنسبة للعميد خسارة وعندما أقول خسارة ففي أوراق التاريخ ما يؤكد أن هذا (الكوتش) الأرجنتيني مكسب لأي فريق. هيكتور مدرب ناجح ومتى ما استوعب الاتحاديون هكذا حقيقة فلا أتصور أنهم سيتنازلون عن استمراريته إلا إذا ما عادت لعبة المغامرة وأصبحت هي من يحدد اتجاهات القرار. ختاما عرفت سامي الجابر لاعبا وعرفته إداريا وما بين سامي اللاعب وسامي الإداري هناك عبدالرحمن بن مساعد. هذا الرياضي والشاعر والمثقف والأديب مدرسة متكاملة الفصول ومن يتلقن بعلم هذه المدرسة وفصولها وثقافاتها قطعا ولزاما يكون فارقا عن البقية وهذا هو حال سامي اللاعب والإداري وسلامتكم.