صدر قرار سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بتفعيل قراري تحويل مراكز الإشراف التربوي إلى مكاتب تربية وتعليم وربطها مباشرة بمديري التربية والتعليم في المناطق والمحافظات والذي استمر عاماً كاملاً لم ينفذ وظل بين مطرقة المركزية وسندان المصالح الشخصية ، فللأسف الشديد بعض الإدارات التعليمية في بعض المناطق والمحافظات لم تنفذ القرار الوزاري المشار إليه ، فقد اكتفت بتحويل المسمى فقط فيما أبقت على الآليات والمرجعيات الخاصة بمراكز الإشراف التربوي ،، فشكراً سمو الوزير على التأكيد على تفعيل هذا القرار والذي يعزز في نفوسنا الثقة في الرؤية المستقبلية الجديدة للتعليم في بلادنا والتي بدأت معالمها تظهر من خلال الحراك الممنهج للفريق الوزاري الجديد الذي حظي بثقة خادم الحرمين الشريفين بقيادة سموكم الكريم . وفي اعتقادي ومن واقع تجربتي في مراكز الإشراف التربوي وفي مكاتب التربية والتعليم فإن هذا القرار يعتبر نقلة نوعية متميزة في العمل التربوي والتعليمي للأسباب التالية : - أولاً : نجاح أي عمل وتحديداً العمل التربوي والتعليمي يعتمد على توزيع الصلاحيات وتفتيت المركزية وتفويض السلطة وسأورد بعض الأمثلة التي تؤكد على مركزية وبيروقراطية العمل في مراكز الإشراف التربوي : كانت مراكز الإشراف التربوي تتبع مدير الإشراف في المحافظة أو المنطقة التعليمية وكان الإجراء المتبع في حالة حدوث أي مشكلة طارئة في مدارس المركز الرفع لمدير الإشراف ومن ثم يرفعها مدير الإشراف للمساعد للشؤون التعليمية ومن المساعد إلى مدير التعليم ومن ثم تعود القضية بذات الإجراء حتى تصل إلى مدير المركز وهذا بلا شك قد يستغرق أياماً أو أسابيع، بعكس ما يحدث الآن فأي مشكلة أو قضية ميدانية تحتاج تدخل الإدارة أو إلى معالجة فورية يتم معالجتها بشكل مباشر من إدارات مكاتب التربية والتعليم . ثانياً : كانت مراكز الإشراف التربوي سابقاً تعنى بالجوانب الإشرافية للمادة فقط وبعض الأمور الإدارية التي تكلف بها من إدارة الإشراف التربوي ولذلك كان هناك حساسية مفرطة بين إدارة الإشراف التربوي والإدارات الأخرى المعنية بالعمل الميداني كل منها يقول لي الحق في تنفيذ خطتي من خلال مراكز الإشراف، وللأسف هذا أمر عايشناه طويلاً .. أما الآن فالمكتب هو مكتب تربية وتعليم يمثل كافة الإدارات بالإدارة التعليمية وبالتالي فعلاقته أفقية مع كافة هذه الإدارات بما فيها إدارة الإشراف التربوي فاختفت الحساسية وأصبح المكتب معنياً بكافة الأمور المتعلقة بالمدرسة بدءا من المبنى وانتهاء بالعمل التربوي والتعليمي اليومي داخل المدرسة وأصبحت جميع الإدارات تعمل بروح الفريق الواحد دون الشعور بهيمنة إدارة على إدارة أخرى بحكم مسمى ومرجعية مراكز الإشراف . أخيراً أقول لسمو الوزير : تجربة مكاتب التربية والتعليم الجديدة تستحق الدعم والمؤازرة من سموكم الكريم وأيضاً الفرصة للتطبيق فمراكز الإشراف التربوي افتتحت قبل ما يزيد عن 16 عاماً فلماذا لا تعطى تجربة المكاتب التعليمية الدعم الكامل والفرصة للتطبيق على الأقل ثلاثة أعوام ومن ثم تقيم التجربة شريطة التأكيد من قبل سموكم على المصداقية في تطبيق التجربة كما وردت من وكالة الوزارة للتطوير التربوي . وأقول أيضاً لسموه الكريم : إن المركزية والبيروقراطية لن تقودنا إلى أن نكون ضمن العالم الأول الذي يقودنا إليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسدده، أمريكا تخلت عن المركزية في التعليم فأصبحت قائدة للعالم الأول والدليل على ذلك أن هناك ما يقارب (16500) إدارة تعليمية تشرف على المدارس في الولاياتالمتحدةالأمريكية بحيث لا يزيد عدد المدارس التابعة لكل إدارة عن 50 مدرسة ونحن للأسف يوجد بيننا من يريد أن يعيد عقارب الساعة للوراء بعد هذه الخطوة الرائدة التي أقدمت عليها الوزارة بتحويل المراكز إلى مكاتب تربية وتعليم . وفقكم الله سمو الوزير وأعانكم على تحقيق مصلحة الوطن أولاً وأخيراً .