التعليم العام هو حجر الزاوية في عمليات التطوير الوطنية الأخرى في مختلف جوانبها، والمعلم والمعلمة هما حجر الزاوية في تطوير التعليم العام، ومهما كان الجهد كبيرا والتطوير سريعا في المناهج وفي المباني المدرسية وكل ما تحتاجه من معامل وملاعب ونحو ذلك يبقى المعلم هو المبتدأ وهو الخبر، وما لم يشهد واقعه تغييرا وتطويرا فإن كل عمليات التطوير الأخرى ستكون مثل النقش على الماء. لقد أسعدني تصريح لنائب وزير التربية والتعليم الأستاذ فيصل بن معمر في صحيفة – عكاظ – أمس قال فيه: إن أول مشاريع شركة تطوير التعليم القابضة هو إطلاق برامج تدريبية موسعة على مستوى المملكة لرفع مستوى كفاءة المعلمين والمعلمات، مشيرا إلى أن الشركة ستنفذ برامج التطوير تدريجيا ضمن جدولة تأخذ الأولويات في الاعتبار. نائب الوزير لم يوضح تفاصيل برامج التدريب ولا الأولويات التي يقصدها لكنه قال: إن لشركة تطوير القابضة الحق في توقيع مذكرات تفاهم وعقد شراكات مع بيوت خبرة عالمية ومحلية للبحث والاستعانة بأفضل التجارب. كل ما تقدم من كلام الأستاذ المعمر يبعث على التفاؤل، والمأمول أن تكون تفاصيل المشروع منسجمة مع هذه العناوين الجميلة، بحيث يكون هناك برنامج زمني تدريبي دقيق لمشروع التدريب مرتبط بحوافز تمكن المعلمين والمعلمات من الإقبال عليه بروح متوثبة وعقلية منفتحة تمكنهم من الاستفادة القصوى منه ونقل نتائجه بنفس الروح والعقلية إلى الواقع الميداني في قاعات الدرس وبيئة المدرسة. لقد مر على تعليمنا عقود من التردي أفرزت نوعيات من المعلمين والمعلمات من ذوي المستويات المتدنية الذين ساهموا في التردي دون أن يكون لهم ذنب فهم نتاج البيئة نفسها، وهي بيئة لن تتغير إلا بتغيير مستويات هؤلاء وجذبهم عنوة إلى مستوى يليق بكونهم محور العملية التعليمية وأساسها الأول. بقي أن أشير إلى أن على الوزارة بصفتها القيادة الإدارية العليا لسفينة التعليم أن تعيد النظر في أسلوب القيادة من حيث وحدة صناعة القرار وأسلوب تطبيقه وإلغاء مراكز القوى التي تنعكس اختلافاتها أو خلافاتها على الميدان من خلال التعاميم التي تصل إلى درجة التناقض أحيانا، مما يربك العملية التعليمية والتربوية، ويهز الثقة في مشروع التطوير، ويفضي إلى الإحساس بعدم جديته. إنني أعتقد أن نجاح مشروع التطوير كاملا مرهون بقدرة قيادات الوزارة على ابتكار أساليب قيادية وإدارية فعالة تجعل جميع منسوبي ومنسوبات التعليم يتمتعون بروح الأسرة الواحدة تعاملا وروح الفريق الواحد عملا، وإلا فإن التطوير سيبقى مثاليا على الورق والتقارير، وقافلة التردي تواصل مسيرتها تحت مظلته، وحتى لا يستفحل الأمر أود أن أقول لقيادات الوزارة أن هذا ما يتهامس به منسوبوكم في الميدان، إذ يشعرون حتى الآن أنه لا جديد.