فقد الاتحاد هويته، فمن فريق يتربع على القمة ويحصد الإنجازات إلى فريق آخر كلما خسر في بطولة عاد ليكرر تلك الخسارة برقم أكبر منها. الدوري.. الآسيوية.. كأس فيصل.. كأس ولي العهد.. تكفي لأن تصبح الدليل الذي يقودنا إلى حيث أروقة هذا الفريق الكبير الذي تبعثرت فيه الأشياء الجميلة وتبدلت ولم تعد بالنسبة لنا سوى ذكريات هي من الماضي وإليه. ماذا يحدث للاتحاد؟ أين تكمن المشكلة؟ وهل الوهن السائد مشكلة إدارة أم أن هذه الإدارة (المثالية) مجرد شماعة؟ أسئلة تفترش واقع النقد، ومثلها بات العنوان في المجالس، أما الأجوبة فالمؤلم إنها لا تزال مغيبة.. ليس لصعوبتها ولكن لشيء يتعلق بتلك الفئة التي قدمت مصالحها على حساب الإتي وتاريخه وجمهوره. مشكلة الاتحاد مثلما أراها وتراها معي كل عين فاحصة هي مشكلة (عناد) ومشكلة (مكابرة) وإن شخصتها في فريقين، فالفريق الذي يناصر الأسماء التي غادرت مع الآخر الذي يمارس لعبة (صب الزيت على النار) فهذا التشخيص هو الواقع كما هو عين الحقيقة. فمنذ بداية المهمة.. أقصد مهمة خالد المرزوقي مع الاتحاد، ونحن نشاهد السيناريو.. لاعب (متخاذل) وآخر (محبط)، والإملاءات التي حضرت في نهج الإتي وغابت عن الجمهور هي البداية التي منها ومن خلالها بات الاتحاد الحلقة الأضعف أمام الخصوم. أي نادٍ (تدب) فيه المشاكل وتبرز فيه الخلافات وتسود في منهاجه الكبير الصراعات لن يكسب ود البطولات بقدر ما يصبح دائماً في حالة وهن وضعف وانكسار، وبما أن كل هذه وتلك باتت اليوم من ثوابت هذا الكيان العملاق.. فالنتيجة التي ساهمت في كل تلك الخسائر سواء الخروج مبكراً من كأس ولي العهد أم سواء تلك التي سبقتها.. هي نتيجة منطقية ولايمكن اعتبارها من المفاجآت. هذا هو الواقع، أما الذين مازالوا يحملون المرزوقي بمفرده تبعات ما يحدث، ويتجاهلون أشياء أخرى معنية بمن يحاولون فقط احتواء الاتحاد على ذواتهم، فلا يمكن لكلماتهم أو أصواتهم أن تصل إلى قلوب الجماهير الاتحادية لسبب بسيط، هو أن الحقيقة التي تمثل الإتي كفريق يعتصر الألم لم تعد من تلك المعجزات، وإنما على العكس فهي بالنسبة لهذه الجماهير أسهل من شربة ماء وأسهل من عبارة عابثة على لسان (ثرثار). بالمنطق المرزوقي وإن تحمل جزءاً من المسؤولية إلا أنه لا يمكن في لغة النقد السليم لواقع الاتحاد أن يصبح كل الأسباب.. أعني أسباب الهزيمة، فاللاعبون مع أعضاء الشرف مع المدرب هم جميعاً حلقة متكاملة، وهذه الحلقة بعناصرها المذكورة هي من يتحمل كل ما يحدث لفريقها اليوم. الاتحاد.. ولكي يعود كما عهدناه وألفناه منافساً ومقارعاً على قمته المحلية والآسيوية يحتاج إلى (تحجيم) الحرس القديم.. ويحتاج أكثر إلى كبح جماح تلك الفئة التي لا تتعامل مع احتياجاته اليوم إلا وفق منظور الأشخاص والولاء لهم. المصارحة والسعي إلى تعديل الخلل والإسراع في استعادة فريق (بطل) بعثرته المشاكل وقادته إلى مسارات مظلمة.. باتت اليوم من الأولويات التي نحتاج من كبار الاتحاد الاعتماد عليها كأساس وبناء لمرحلة حاسمة، أما تجاهلها والسماح لمن هم قادرون على بث السموم عبر بوابة الضحيج على وسائل الإعلام وهم بالتأكيد معروفون فهذا قرار خاطئ، وأي قرار يفتقد للشجاعة وعلى طاولة من يملك حق الرأي الأول في الاتحاد، فهو بالطبع سيكون مؤلماً ولن يصنع في المستقبل القريب المنظور سوى (هزائم × هزائم).. وسلامتكم.