تبعثرت أوراق الاتحاد وتبدلت مضامين الجمال على سطورها ولم يتبق لنا ولجماهيره سوى فريق هو اليوم مع المرزوقي وإدارته أشبه بالمريض الذي لا يقوى على الحراك. فالاتحاد الذي هزم الكل وفاز بالقمة بات اليوم (مشوهاً) ما أن يخسر مناسبة إلا ويعود مجدداً لذات الهم يخسر ويخسر ويخسر وإن سألت عن السبب فالسؤال سيذهب ويعود ولكن بلا جواب. رحل كالديرون وحضر هيكتور أما الاتحاد الذي عرفناه قوياً في دائرة الأقوياء فهو ما بين الحالتين لا يزال مفترشاً سرير المرض ينادي ويصرخ فيما أهله الطيبون هم حيث أروقته منقسمون فئة تعاند وفئة تكابر وثالثة تريد أن تأخذ من غلة الخلاف ما يجعلها في مقدمة الصفوف. مشكلة الاتحاد لم تكن يوماً مرتبطة بمدرب رحل وآخر وصل بقدر ما هي مشكلة تفاوتت بالنسبة والتناسب ما بين لاعب وصل حد الشبع وفريق لا يرغب في إدارته. في الدوري.. في كأس ولي العهد وإلى تلك المهمة الآسيوية التي استهل معتركها الأول بالثلاثة والاتحاد (مشهد) يتكرر العنوان (واحد). انهزامية.. روح مفقودة.. والأبرز أن التهاون في الدور والمسؤولية لعبة ساذجة يشترك فيها اللاعبون قبل أن تشترك فيها عناصر الإدارة. الاتحاد الذي هبط من القمة وبات على مشارف القاع يحتاج طوق النجاة حتى يستعيد وهجه ولكي لا يصبح مجرد ماض جميل تنسفه الخلافات وتجعله كالمشلول الذي لا يستطيع الوقوف على قدميه. إذا كان الحل في رحيل الدكتور خالد المرزوقي فليرحل، أما إذا كانت المشكلة أكبر من رئيس يأتي وآخر يغادر فهنا تحديداً لابد من استخدام قوة القرار الذي يردع كل من يطمح في زعزعة مثل هذا الكيان الذي أخذ ولا يزال يأخذ الحيز الأكبر في رياضة الوطن وتميزها. أما عن أولئك الذين نصبوا أمامنا المشانق لمجرد أننا قلنا (التكديس) خطر داهم قد يفيد لمرحلة لكنه سيصبح معضلة كل المراحل فها هو الزمن يأتي سريعاً ليثبت وتثبت أدلته بأن الاتحاد راح ضحيته. جيل أبدع وفاز بكل أنواع البطولات أما الحقيقة فالاتحاد اليوم دون بديل ولو وجد البديل لما أصبحنا مع الاتحاديين نتعايش مع انهزامية محمد نور وتكر وتلك الأسماء التي بلغت من العمر عتياً لكنها لازالت تمثل الإتي لتخسر لا لكي تكسب. وبعيداً عن العميد ومشاكله الكل في الآسيوية أخفق باستثناء الهلال الذي فاز بالمستوى وفاز بالنتيجة وفاز بشعبية جمهور هو أشبه بجمهور النار. الهلال في ليلة الدوحة كان نجماً سطع نوره وما أجمل الهلال عندما يزلزل العشب ويهزم الصعب ويحتفظ بمكانته. أقول ما أجمل ذلك أما الأجمل فهو في أن يكمل قصة الإبداع بتحقيق هذا اللقب على الأقل ليكون إهداءً متواضعاً لشبيه الريح وإدارته وسلامتكم.