المأساة التي مرت بها جدة الأيام الماضية نتيجة هطول الأمطار الغزيرة وما كشفته من خلل واضح بسبب عدم تقدير الأمانة التي حملها مسؤولون عن راحة المواطنين ولم تكن شاهداً جديداً على مستوى الإهمال في هذه المدينة السياحية والتي تغرق من قطرات بسيطة فكيف بسيول تجاوزت حجم الطاقة الاستيعابية لتصريف السيول إن كانت موجودة فعلاً! كما أن هذه المأساة الوطنية قد تتكرر في كذا منطقة من مناطق المملكة مع اختلاف المشهد والنتيجة بالرغم أن حكومتنا المعطاءة لا تقول \"لا\" ولا تقف ممانعة لأي مشروع يهدف لمصلحة المواطن، وهذا هو المؤلم عندما تثير مثل هذه الحوادث المسببة لخسارة الأرواح البشرية الكثير من علامات الاستفهام لماذا يحدث كل هذا ونحن ولله الحمد ننعم بثروات مشهود لها على مستوى العالم لكننا نخسر الكثير عند أدنى مواجهة مع الكوارث من حولنا! ومأساة أمطار جدة التي قلبت أيام إجازة العيد لآلام تجاوز الحزن فيها بسبب خسارة سيارة أو مسكن شعبي متهالك في حي يفتقد للخدمات الضرورية ويفتقد لخدمات الطوارئ، وطالت خسارة الأبناء وهم يموتون فجأة غرقى في مدينتهم عروس البحر! ولأن مأساة جدة لابد أن تظل شاهدا ضد كل متلاعب، وتكون شاهداً قوياً ضد الضمير النائم في سبات عميق لدى البعض، وتكون شاهداً موثقاً في ملفات \"لماذا يحدث هذا\"؟ لأن التسبب في خسارة أي روح نتيجة للإهمال بواجب وطني جريمة لابد من محاكمة كل من يستهين بها ولا يؤدي الأمانة المكلف بها من ولاة الأمر، خاصة أن هذه المأساة قد تنتشر بصور مصغرة في كثير من المناطق لدينا. وبمحاسبة المقصرين بدون رحمة قد لا تتسع دائرتها حتى لا تكون شاهداً مستمراً على الخيانة الوطنية بحق بلادنا التي تحارب الخيانة والغدر والرشاوى والاتكالية والسلبية الإدارية، لكن ما تشهده بعض شوارعنا الفرعية وطرقنا الرئيسية وعدد من مستشفياتنا ومدارسنا لصور مؤلمة ومصغرة لأنواع مختلفة من الخلل الإداري لابد أن يتم إيقافه بأي شكل من الأشكال, لأن جدة ليست المدينة الوحيدة التي تئن من ذلك لخلل الذي فضحته نعمة من السماء هطلت لساعات فقط! فها هي الرياض \"العاصمة\" أيضا عندما توشك الأمطار تداعبها تنتشر المياه الراكدة في كثير من شوارعها الرئيسية في أحيائها الراقية فكيف بأحيائها الشعبية! ويظل المواطنون عالقين بسياراتهم ينتظرون سيارات الشفط الصحي لكي تنقذهم ! بخلاف الحفريات التي أصبحت عنوانها الرئيسي داخل الأحياء وخارجها وإهمال الشركات لإصلاح ما تخلفه في الشوارع مما يعيق حركة مرور السيارات بسهولة، إلى جانب إهمال السيارات المهجورة داخل الأحياء وعدم متابعة أسباب إهمالها بالرغم من اتصالات المواطنين المتكررة على بلديات الأحياء لمتابعة ملاحظاتهم ومعالجتها! لكن لا حياة لمن تنادي!