من التعصب تولد مشاكلنا، وفي ظله تترعرع هذه المشاكل والأزمات وتشب .. تكبر وتورث نفسها على نفسها فنصبح “مكانك سر” - فبرغم حرية الكلمة التي فتحت لنا إلا أن البعض بيننا لايزال يمارس هذه الحرية بتعصب ويحاور بتعصب ويناقش بغلو، وإذا ما تعلق الأمر بطرف آخر يتنافس مع الفريق الذي يحبه، فكل الحقوق المستحقة لهذا الطرف تسلب من خلال جملة اعتراضية ليس لها “سنع” - الحرية في مفهوم النقد الرياضي تتحول عند هذه الفئة إلى شعارات يجيرون فيها اللحظة لصالحهم ولا يثبتون على موقف حيث تتبدل القناعات وتتغير الوجوه والثابت هو المتحول بل هو اللاعب على كل الحبال. - ماذا قدم لنا التعصب؟ - السؤال واضح ومباشر، والإجابة عليه دائما ما نجدها تتكرر عبر مشاهد محزنة في الملعب وعلى الفضائيات وإلى أن تصل عمق المدرجات، وبالمناسبة مايحدث أحيانا في هذه المدرجات هو بالتأكيد إفراز طبيعي لمايتحدث عنه المتعصبون، وأعني بهؤلاء المتعصبين أولئك الذين باتوا هدفا استراتيجيا لكل من يطمح في إثراء مساحة قناته الفضائية بما يسمى بالإثارة، مع العلم أن الإثارة عندما تتجاوز حدودها وتطال شخوص العمل بالشتم والسبب والتقريع لا يمكن اعتبارها إثارة محمودة، وإنما هي على عكس ذلك إثارة تستهدف “الفتنة” ونعوذ بالله من الفتنة والفتانين. - لن أعمم مثل هذا الطرح على الجميع، ففي وسائل إعلامنا هناك أسماء جديدة بالاحترام تكتب بوعي وتنتقد بحضارية، وإذا ما وجدت نفسها أمام المتجاوزين الذين يعشقون الشتيمة ويتنفسون بهوائها سرعان ما يلتزمون الصمت، فالصمت في مفهوم العاقل الفطن حكمة .. هكذا يؤمنون وإيمانهم صحيح. - الإعلام وسيلة للتنوير والتصحيح وليس وسيلة لجلد الآخر وتجريده من أبسط الحقوق التي اكتسبها بجهده ووقته، فلماذا يتجاهل هؤلاء هذه الحقيقة؟.. بل إن السؤال الأكثر سخونة لماذا هم دائما يصرون على ممارسة ما يمكن اعتباره تجاوزا حتى على الخطوط الحمراء؟ لا أملك الإجابة، لكنني أملك الشجاعة في أن أقول قمة الإفلاس أن تظهر بلسان شاتم، وقمة الجهل أن تكسب وتنقد ولكن بقلم يحابي عواطفه على حساب البقية. - وما بين الحالتين علينا وعلى عشاق الإثارة والتعصب معرفة أن هناك قارئاً يمتلك كل مقومات التقييم بين الجيد ونقيضه، كما أن هنالك مشاهداً يحمل من الفهم ودهاء التفكير ما يجعله قادراً على فرز الغث من السمين، فالمعادلة إذاً واضحة، ومفتاح الحلول لها بيد هذا المشاهد وذاك القارئ، لأنهما معا الرقم المهم الذي نستند عليه. - ولأن المقدمة أوفت بالغرض فالنهاية لابد أن يكون لونها أهلاويا خالصا. - الأهلي سيعود سريعا، المهم هل ستستمر تلك الروح التي تعايشت معها أمام فريق أحد؟ - فمتى ما أراد اللاعب في الأهلي أن يكسب سيكسب، وهنا أرى مالا تراه الإدارة المشرفة، والذي أراه أن اللاعبين في قائمة الفارو يحتاجون لمن يكون قريبا منهم، وهذا ما لم نجده في نهج تلك الإدارة المشرفة، التي حاولت لكنها لم تصل بعد إلى المراد . - روح اللاعب مع ثقته وحماسمه كلها عوامل مهمة يجب أن تصبح من عناوين اللاعب في الأهلي، ومتى ما عادت فالإمبراطور سيعود. - أخيراً هل صحيح أن قناة الإتي تدار من خارج أسوارها .. تابعوا بعناية وعندها ستجدون الإجابة.. وسلامتكم.