ان الحديث عن الخطوط الجوية العربية السعودية ناقلنا الجوي الرسمي حديث متشعب المسارب وذو شجون ولا يمكن الاحاطة بمختلف جوانبه في مثل هذه المساحة الضيقة لذا سوف يكون حديثاً مقصوراً عن ابرز القضايا الساخنة ذات الطابع الخدمي المباشر والمرتبط بالعملاء المستخدمين لهذا الناقل. وقبل الخوض في الحديث عن تلك القضايا التي استقيت معلوماتها عن عدد من الرسائل التي وردتني عبر البريد او عن تجربة مباشرة لامستها بنفسي وكنت طرفا فيها اود طرح تساؤل الى القائمين على تلك المؤسسة الوطنية وهو: لماذا اطلق عليها مسمى خطوط وكما نعلم ان الخطوط يقصد بها الخطوط الكتابية وحتى لو كان المقصود بذلك الاتجاهات المحددة بخطوط وهمية حيث كان الاحرى ان يكون مسماها الطيران الجوي السعودي او الطيران المدني السعودي بدلاً من مسمى الخطوط الجوية العربية السعودية. اما القضايا الساخنة ذات العلاقة بخدمات تلك المؤسسة واسعة الانتشار فان الحديث عنها سيكون منطلقاً من الشعار الذي نسمعه كثيراً ونقرأه عبر المسارب ذات العلاقة بهذا الناقل وهو شعار “نعتز بخدمتكم” وهو شعار رائع يستلزم الوفاء بمعانيه الكثير من الجهد والعطاء والتضحية التي تؤكده وترسخ مدلولاته في اذهان المتعاطين معه لكن الواقع الملموس وللاسف الشديد يتعارض تماماً مع ذلك الشعار وما يؤكد هذا القول تنامي القضايا ذات العلاقة بخدمة عملائها وتدني مستوى الخدمات المقدمة من قبلها فعلى سبيل المثال لا الحصر قضايا الحجز التي نرى انها اصبحت قضية كبرى تواجه كافة العملاء القاصدين لاستخدام هذا الناقل الكبير حيث ان الحجز على الرحلات المتجهة الى بعض مناطق المملكة كالرياض او الدمام مثلاً او خارج المملكة وقت الصيف اصبح امراً عسيراً وخاصة بعض ايام الاسبوع والغريب ان تلك المشكلة قد تمتد لعدة اسابيع قادمة وقد لامست ذلك بنفسي عندما رغبت الحجز الى الدمام ولم اجد مكاناً بحجة اقفال الرحلات بعد اكتفائها فهل يعقل ذلك؟ ولماذا يحدث؟ هل عجزت خطوطنا الموقرة التي تعتز بخدمتنا عن ايجاد رحلات تكفي لنقل ركابها؟ ولعل من المضحك المبكي ان البعض ممن يرغب السفر الى المنطقة الشرقية يضطر الى الحجز على رحلات البحرين ومنها ينتقل براً الى المنطقة الشرقية وقد حدث مثل ذلك كثيراً. وفي جانب آخر ما يحدث من الغاءات لحجوزات مؤكدة وعوائق اخرى ذات علاقة بالحجز الالكتروني وما يحدث للمسافر من عناء ومشقة حيال موضوع الحجز حتى صعود الطائرة. فهل عجزت خطوطنا الموقرة التي تبحث عن الربح عن تكثيف رحلاتها وخاصة الى المناطق التي يكثر بها عدد الراغبين في السفر. وقضية اخرى بدأت تظهر على السطح وهي قضية الطائرات المستأجرة من قبل الخطوط السعودية والتي استغرب ان يحدث مثل ذلك من قبل مؤسستنا الموقرة ونحن والحمد لله نعيش مرحلة انتعاش اقتصادي لم يسبق لها مثيل والغريب ان الدول التي يتم الاستئجار منها هي اقل منا بمراحل فيما يتعلق بحجم القوة الاقتصادية ولعل رداءة المستوى الفني لتلك الطائرات المستأجرة يؤكد هذا الامر ويزيد من تشويه صورة ناقلنا الرسمي ويقلل من قيمة شعاره المعروف “نعتز بخدمتكم”. اما في جانب المعاملة من قبل موظفي الكاونترات او المضيفين داخل الطائرات فحدث ولا حرج، ويبدو ان هنالك من افتاهم او اسند اليهم تعليمات بعدم الابتسام حيث يندر ان نجد مثل ذلك على خطوطنا الموقرة ولعل الاسباب حول سياسة التكشير المتبعة من قبل موظفي الكاونترات والمضيفين قد انطلقت من حالات نفسية قد استوطنت وجدانهم وقد يكون لهم بعض العذر في ذلك لكن ديننا الاسلامي الحنيف الذي يمثل الصورة المشرقة في التعامل قد حثنا على الابتسام في وجه اخواننا وعلى حسن المعاملة وتقديم العون لكل من اراد العون فكيف به في مؤسسة جل عملها ينطلق من خدمة البشر ومواجهتهم المستمرة. وكم اتمنى ان يسن القائمون على هذه المؤسسة سنة حسنة باصدار نظام يجبر كافة العاملين بها على حسن المواجهة والمعاملة وتقديم العون والمساعدة. وختاماً نتمنى ان تعيد خطوطنا السعودية او بالاحرى طيراننا المدني السعودي النظر في كافة خدماتها المقدمة لعملائها وان تضاعف من اعداد الطائرات واعداد الرحلات الى بعض المناطق ذات الجذب المستمر فالحياة في تبدل مستمر وتطور مستمر والنمو لابد وان يكون متسارعاً كما هو الحال في مختلف المجالات الحياتية وطيراننا المدني السعودي يحتاج الى الكثير والكثير من التطوير والتجديد في كافة الجوانب المادية والبشرية والفنية حتى يستطيع مواكبة المتغيرات المحيطة به وحتى يستطيع الوفاء بمتطلبات شعارها المعروف “نعتز بخدمتكم” . والله تعالى من وراء القصد .