الخطوط السعودية إلى أين؟ كثير منا يعتقد أن الخطوط السعودية هي أفضل شركات الطيران على مستوى العالم، هكذا بدا لنا الأمر لانغلاقنا عليها أو انغلاقها علينا (احسبوها كيفما شئتم) وتفاجأنا أن هذا الرأي كان عاطفياً محضاً ترسخ في أذهاننا بحكم الانتماء لهذا الوطن الغالي، فبتنا نرى كل شيء ينتمي للوطن هو الأفضل وهذا بلا شك من شدة تعلقنا بوطننا وحبنا له، لكننا حتى نكون أو ننافس أو نقارن لا بد أن نتجرد من العاطفة فلا أسعار خطوطنا المبجلة هي أرخص الأسعار، ولا مواعيد الرحلات تتسم بالدقة والانضباط، ولا يرقى مستوى الخدمات إلى مستوى كثير من شركات الطيران التي بدأت بعدنا بعشرات السنين وقفزت عنا خلال أربع أو خمس سنوات لتضعنا في مؤخرة الركب. أما إجراءات الذهاب والقدوم فهي حكاية مؤلمة لا تنتهي، فحظك سيكون تعيساً إذا صادفت رحلتك إحدى الرحلات المغادرة إلى الفلبين أو باكستان أو الهند، فالطابور يصل إلى الباب الخارجي للصالات وستجد صعوبة باختراق هذا الطابور من الحقائب والبشر لتتمكن من الوصول إلى موظف الاستقبال لإنهاء إجراءات سفرك، فمثلاً في مطار الملك خالد بالرياض لم يعد هناك كاونتر مخصص لكل رحلة كما كان في السنوات السابقة، وحالة المسافرين -خبصة- وعليك أن تتراص مع الزحام تحت مسمى (كل الرحلات)، ولا أدرى هل يعلم الإخوة المسؤولون في شركتنا الغالية أن فتح كاونترات أكثر عند الحالات الطارئة يخفف الزحام ويقضي على كثير من المناظر السلبية التي تعودنا على رؤيتها ولا نراها في مطارات أخرى. ولست بحاجة أن أسرد لكم شركات الطيران المجاورة التي تجد فيها كل انسيابية وترحيب وإمكانات تجعلك تعود إليهم مرة أخرى، وأعتقد أنه لو سمح لهذه الشركات أن تغادر مباشرة إلى الأماكن السياحية التي يقصدها السعوديون دون المرور بعواصمها أجزم أن عدد ركاب السعودية سينخفض إلى أقل من النصف إن لم يكن أكثر هذا عدا التأخير في مواعيد الرحلات الذي صار شعاراً للخطوط السعودية، فقليلاً من الاهتمام والتقدير للمسافرين يجعلكم تعودون إلى رأس القائمة والذي فقدتموه أمام شركات ناشئة لكنها طموحة وهذا ما تفتقده الخطوط السعودية. أليس مديرها العام هو من يعشق الصعاب وهو ما صرح به في رحلتهم الميمونة إلى فرنسا بمناسبة شراء طائرات جديدة وقال أيضاً إن شراء هذه الطائرات من أجل أن نبرهن أننا قادمون بقوة في المجال الجوي الذي فقدنا فيه بعض البريق لاحظوا (فقدنا فيه بعض البريق) وأضاف مديرها العام المهندس خالد الملحم بقوله إن العمل جار على قدم وساق نحو أفق واسع وبعيد يرفع من قدر السعودية كمؤسسة عملاقة قادرة على استعادة وضعها الطبيعي في مجال صناعة النقل، لاحظوا مرة أخرى (على استعادة وضعها الطبيعي)، فهذا اعتراف صريح أن السعودية فقدت بريقها في السنوات الأخيرة! تراءى ذلك الموفد الإعلامي المرافق له في الرحلة إياها وقوله أنه يعشق الصعاب، فالأمر لا يحتاج إلى مثل هذه الألفاظ الكبيرة، فقط قليلاً من العمل الجاد والإخلاص والمتابعة وبتر الفساد -إن وجد- وقليلاً من التطوير لتجهيزاتها ولموظفيها مع قليل من التفكير يجعلنا في القمة أليس كذلك يا مديرنا العزيز؟ أما عن خدمات الحجز المركزي عبر الهاتف والتلاعب بالحجوزات خصوصاً على الرحلات الداخلية فهذه تحتاج لمقال مستقل، وعفواً خطوطنا العزيزة.. ألستم من قال نعتز بخدمتكم؟ سمر المقرن الجزيرة