المفترض في الموظف الذي يقدم للناس خدمة مدفوعة الثمن، أن ترقى معاملته لهم الى الدرجة التي تكافئ على الأقل مايدفعون ثمناً لهذه الخدمة، خاصة إذا كانت الخدمة التي تقدم إليهم تقل كثيرا عن الثمن المدفوع فيها، وبدل أن يتلطف في معاملته لهم يدل عليهم وكأنه يتفضل عليهم ، ويعاملهم بكثير من السوء ، لمجرد أن الخدمة التي تقدمها مؤسسته أو إدارته لامنافس لها في السوق المحلية، ولايسمح لغيرها بأن تقدم ذات الخدمة. ولنضرب لذلك مثالاً فالنقل الجوي بين مدن بلادنا لا تقدمه سوى مؤسسة وطنية واحدة، هي الخطوط العربية السعودية، وكانت الى عهد قريب تقدم للناس خدمة مقبولة الى حد ما، رغم كل ماكان الناس يشكون منه باستمرار ، الا أنهم رضوا مرغمين بما يقدم لهم من خدمة منقوصة، يستوفي ثمنها مقدماً، ذلك أن ناقلنا الوطني محتكر للسوق الداخلي، ويوم أن سمح لغيره من الشركات أن تدخل السوق المحلية قدمت خدمة أدنى من خدمات ناقلنا الوطني العتيد، ولم تحاسب على ذلك ، لعله بقصد أن تظهر خدمات ناقلنا الجوي التي تراجعت مؤخراً للناس وكأنها الأفضل، فهذا التراجع في خدمات الخطوط السعودية ملاحظ، إلى الدرجة التي تواجهك عند كل رحلة تستخدمها على طائرتها للوصول الى غايتك، عند الحجز وعند مباشرة السفر. فهذا العبوس الذي يعلو محيا أكثر موظفي الخطوط السعودية أصبح مميزاً لهم، حتى أعتقد البعض أن بعضهم يعانون حالة تمنعهم من الابتسام، وأنت إن كنت مثلي ممن تكثر اسفارهم داخل الوطن، وفي مثل سني الذي لا يتحمل معه السفر براً، فإنك ستكتشف ذلك في كثير من الاحيان ، فأنت إن صبرت حتى تحجز لنفسك معقداً متحملاً عجرفة موظف وسوء ردود الآخر، وبعد أن تدخل المكتب باكراً حين مايفتح ولاتخرج منه إلا بعد ساعات، حيث يتزاحم الناس وتبطئ حركة العاملين ، فإنك إذا خرجت من المكتب ففي المطار ستتلقى المنغصات، فقد يفاجئك موظف بإلغاء حجزك رغم أنه مؤكد، وقد يبلغك بتأخر الرحلة، وقد تفاجأ وأنت حجزت مقعداً على الدرجة الأولى بأن الطائرة تغيرت وطار مقعدك، وعليك السفر في الدرجة السياحية أو إلغاء السفر وقد تصعد على الطائرة وتبقى على متنها ساعة وبعض الساعة وموظفو الخطوط يتجولون فيها ولا أحد يخبرك لماذا لم تقلع الطائرة في موعدها، فهل نطمح أن يتغير هذا إلى الأفضل، أم أن المعاناة ستطول، نرجو أن تجد خطوطنا السعودية حلاً سريعاً لمشكلاتها فهو مانرجو والله ولي التوفيق. ص.ب 35485 جدة 21488 فاكس: 6407043