يبدو أننا أمام تأكيد آخر، على أن الصرف بطريقة تفتقد إلى التفكير والرؤية والواقعية، لا يؤدي في كثير من الأوقات إلى الأهداف التي نريد الوصول إليها. من حق كل ناد أن تكون له أهداف واستراتيجيات وهي أساسيات كل عمل ، ولكنها في علم الإدارة وإدارة الأعمال، يمكنك أن تحقق إنجازاً كبيراً بالفكر والتخطيط، وقليل من المال. ولا يعني ذلك أن السيولة المالية غير مهمة، بل إن أهميتها تأتي في المرتبة الأولى، فليس من الممكن أن تبني أفكارك وخططك، وأنت لا تملك موارد مالية. ولذلك يمكن القول إن أندية المقدمة في دوري المحترفين، وأعني بهم الخمسة الكبار، أنفقوا ملايين الريالات في الموسم الجديد للتعاقد مع لاعبين أجانب. ومن الطبيعي أن يحدث هذا في عالم الاحتراف، غير إنني متأكد تماماً أن هناك إدارات أندية تتحسر وتتحسف على ضياع آلاف الدولارات، وربما ملايين الدولارات على لاعبين غير مفيدين. وقد أثبتت الجولتان الأوليان من الدوري، أن بعض اللاعبين الأجانب، ليسوا أفضل حالاً من اللاعبين المواطنين، وإن كنت أرى أن الوقت مازال مبكراً للحكم على هؤلاء اللاعبين. قلت في مقال سابق، أن اللاعب النصراوي محمد السهلاوي المنتقل من القادسية بعقد وصل إلى 35 مليون ريال، هو مبلغ خيالي ومبالغ فيه. وأعود اليوم لأؤكد بأنني مازلت عند رأيي، على اعتبار أن ليس لدينا في سوق اللاعبين من يستحق أكثر من 10 ملايين ريال، وهذا المبلغ لا يقدم إلاّ لمن تتوافر فيه مواصفات اللاعب الفذ. وعلى رغم ذلك، فإن المباريات القليلة التي لعبها السهلاوي بقميص النصر، أكدت أنه موهوب، وهداف، ومفيد جداً لفريقه الجديد، وهو أحد أفضل الصفقات في هذا الموسم، إن لم يكن الأفضل. ولذلك يمكن تلخيص مشكلة بعض إدارات الأندية في سوء تصريف المال، وهو مايوقع كثيرا منها في منتصف الموسم في إشكالية تسليم رواتب اللاعبين، نتيجة خلو خزينة النادي من أي مبالغ مالية..! ولا أدري حقيقة ما هي أسباب هذا السباق السنوي على جلب 4 لاعبين أجانب دفعة واحدة، بما فيهم اللاعب الآسيوي، ولماذا لا تكتفي بعض الفرق بإحضار لاعبين أو ثلاثة؟ فطالما أن الاختيارات تكون بهذه العشوائية ولا أعمم ، فإن المنطق يقول إن اللاعبين المواطنين يستطيعون أن يقوموا بأدوار أفضل من بعض الأجانب، إذا كان منطق وفلسفة بعض إدارات الأندية \"إحضار أجانب وبس\" دون اختبار مستوياتهم..! في المواسم الأخيرة أكد اللاعبون العرب أنهم أكثر فائدة من الأجانب، والدليل واضح وماثل أمامنا في لاعب الاتحاد، المغربي هشام أبوشروان هداف الدوري في الموسم الماضي \"مناصفة\" مع مهاجم الشباب، ناصر الشمراني. وقد أحسن أصحاب القرار في الاتحاد بالاحتفاظ باللاعب للموسم الحالي، وكذلك الليبي طارق التايب، فهو نجم كبير إذا حول مجهوده لخدمة فريقه، وتخلص من المزاجية، والفردية. ولعل ذلك بدا واضحاً في مباراة الشباب والنصر الأخيرة، وكيف كان التايب نقطة التحول في المباراة، ويعود له الفضل بفوز فريقه الجديد بهدفين، وعلى عكس ذلك كان أجانب النصر خارج التغطية ..! مع أنني لا أوافق ولا أقر هذه التقليعات التي يمارسها بعض شبابنا، والتي ليست من أخلاقنا وخارجة عن عاداتنا، وتقاليدنا، إلاّ أنني أرى فيها \"حرية شخصية\"، ولاسيما ما يتعلق منها بقصات الشعر. وكما أن هذه الخطوة جيدة، فإنني أتمنى أن يتبعها قرار ب \"منع التدخين\" في كل ملاعبنا، واستمرار منع أصحاب البناطيل ذات المناظر المخجلة، والأسماء المقززة، والتي أترفع عن ذكرها، كونها لا تليق بشباب هذا المجتمع المسلم. يعد مدرب الأهلي، الأرجنتيني ألفارو من أفضل المدربين الأجانب الذين يخوضون تجربة التدريب الأولى في الملاعب السعودية، فهو اسم كبير في الأرجنتين لاعباً ومدرباً ، ولكنه غير معروف في إعلامنا الرياضي، لأننا باختصار لا نهتم بالمعلومة..!