في حياة الشعوب أيام لا تُنسى.. ومنعطفات تشكل ملامح المجتمع، وتنسج تركيبته الاجتماعية والثقافية.. ونحن هنا في المملكة العربية السعودية لازلنا وسنظل بمشيئة الله نتذكر يوم الوحدة والتوحيد الذي جمع الشتات ووحّد القلوب.. ونشر الامن وأسس لبداية دولة حديثة تتخذ من القرآن الكريم والسنة النبوية دستوراً ومنهج حياة. عندما نعيش اليوم الذكرى العزيزة ليوم الوطن الذي نشأت فيه المملكة العربية السعودية كياناً شامخاً منذ ولادتها، كياناً تعلو هامته فوق السحب، وتضرب جذوره في أعماق هذه الأرض الطاهرة المعطاء التي تقدست بما خصها الله بها من نعم لكي تكون قبلة المسلمين، وأرض الحرمين الشريفين، ومهوى أفئدة المؤمنين.. فإننا لابد وأن نشعر بالفخر والاعتزاز، ولابد وأن تغمرنا مشاعر الفرحة والرضا والارتياح ونحن نرى هذا الوطن وهو ولله الحمد بخير، سامقاً كما عهدناه دائماً، وشامخاً كما ألفناه دوماً، لا يعرف معنى الانكسار، ولا يضل طريقه نحو الانتصار. تعودنا عند إحياء هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا بأن تتوقف القافلة لبرهة، وتستريح المسيرة لوهلة نمضيها في قراءة أحداث عام من عمر الوطن المديد، والوقوف على أهم المنعطفات التي مر بها، وأبرز التحديات التي واجهها، وأهم الانتصارات والانجازات التي حققها على مدى ذلك العام، ذلك ما تعودناه، أمّا اليوم فنحن نعيش فرحة عيد الفطر المبارك بالتزامن مع فرحتين الاولى باليوم الوطني والثانية بتدشين جامعة الجامعات العالمية التي كانت حلم القائد العظيم عبدالله بن عبدالعزيز وهاهو الحلم يتحقق على أرض ثول. فهنيئا لنا بهذا الوطن، وبهذه القيادة، وهذا الإنجاز.. وكل عام وبلادنا ترفل في ثوب العز والنصر والسؤدد.