والنّورُ شَعّ على رُباه وجالا وطنٌ تميَّز بالفرائدِ ذكره كانتْ وما زالتْ هناك مِثالا وطنٌ له التاريخ يشهد أنه قد ضَمّ أمجاداً له ورجالا *** منذ الخليقةِ والجزيرةُ ذكرها يسْمُو ويعلو سامقاً مُختالا فالله شرَّفها ببيتٍ نحوه تهفو النفوسُ محبةً وجَلالا وبها نبيّ لا نبياً بعده قد جاءَ يمحو ظلمةً وضَلالا منها الضياء تفتّقتْ قبساتُه للعالمين فأشرقتْ وتعالى ملأتْ فضاءَ الكونِ نوراً ساطعاً ما عاد يخشى وحشةً وزوالا *** مَرّ الزمانُ وقيّضَ اللهُ لها عبدَالعزيز لكي يُعيد وصالا من قلبِ نجدٍ أطلق الدَّعْوَة كيْ يُقصي التفرّق رفعةً ونَوالا يدعو لسِلمٍ فيه شرعُ إلهنا وتكاتفٍ يُعلي به الآمالا فالتفّ حول ندائه أهلُ النّهى وغدَوْا سواعدَ تستحِث فِعالا ومضَوا على دربٍ بخطوٍ راسخٍ قد أرخصوا الأرواح والأموالا حيّي ملوكَكَ أيّها الوطنُ الذي أنجبتَ فرساناً غدوا أبطالا عبدُالعزيزِ وكان فيكَ مؤسساً قد وحّد الأركانَ والأحوالا وأتى سعودٌ كي يسير على الخُطى وكذاك فيصلُ سَابَقَ الأعمالا وأتاك خالدُ يستحِث بك المُنى وأتاك فهدٌ كي ترومَ كمالا وأتاك عبدُالله من شهِدَتْ له كلُّ البقاعِ ولو رأيتَ خِصالا ملكٌ له قلبٌ رحيمٌ عادلٌ ما حاز مثلَك موطنٌ أو نالا ملكٌ لهذا الشعبِ حضنٌ دافئٌ قد خفّف الأعباءَ والأحمالا ملكٌ يبثّ الخيرَ في كل الرُّبى حتى أفاضَ على السّفوحِ وسَالا شتى المجالاتِ استنارَ فضاؤُها في موطني قد أُشْعِلتْ إشعالا في توْسِعَاتِ الخيرِ في الحرَمين في نشرِ المعَارفِ رفعةً وظِلالا في الجامعاتِ وفي العقول وفكرِها فبِها سترقَى لا ترومُ وَبَالا حتى الصّناعَةُ قد تنامَى حظُّها فاجْتاز آثار البلادِ وطالا عند المحَافِلِ موطِني ذو بَصْمةٍ والفعلُ منه يُصدَقُ الأقوالا قد حُزتَ يا وطني الرّيادَةَ شامخاً تحيا بِعزٍّ واثقاً مِفْضَالا عجَزتْ قوافي الشعر أنْ تنْسُجَ ما يَروي مَديحَكَ أو يُطيل مَقالا والفَخرُ عندي أنني أحيا هُنا في موطِنٍ بَثَّ الوئامَ وِصالا وطنٌ له التاريخُ يشهدُ أنه قد ضَمّ أمجاداً لهُ ورجَالا * المدينة المنورة