استلقى الفتى اليافع على راحة الأيام، واضعا يديه تحت رأسه، محدقا بنظره إلى السماء، يرنو إلى ذلك الأفق الفسيح, وما فتئ ينسج الأحلام ويسرج لفرس خياله العنان ليرسم لوطنه الحلم مكانة لا تدانيها أية مكانة بهذا الوجود، وما هي إلا برهة من الزمن وإذ به يهب ممتطيا صهوة جواده مخترقا بها قلب الصحراء إلى حيث المجد والرفعة لهذا الكيان الممزق, فانطلق راكضا إلى حيث أراد أن يكون وابتسامة الأمل مرتسمة على محياه البهي لأنه يبصر المستقبل المشرق من خلف آكام ذلك الواقع المظلم. كان ذلك الفتى هو الفارس الورع التقي عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وبصحبته ثلة من الأخيار سلاحهم تقوى الله، وحلمهم بناء صرح عظيم تستحقه هذه الأرض المباركة، فآتت جهوده رحمه الله أكلها وأغدق الله على هذه الأرض النعم. نستذكر تلك الملحمة الرائعة ونحن نعيش فرحة اليوم الوطني، فالمرء يتيه في فضاءات من الحلم عندما يكون الوطن هو باعثه على التفكير، وطني الذي يستلقي على راحتيه المجد والسؤدد, ويفوح من أرجائه نسيم الفل والكادي والورد ويشع من قلبه نور يعم العالم ويصل إلى كل بلد، كل ذرة من تراب هذه الأرض شاهدة على كفاح أبنائه ليسمو بإنجازاته ويرتفع, وفي كل شبر من أرضه أيادٍ تتوسل إلى الله وتتضرع. فحري بكل فرد اختصه الله أن يكون من أبناء هذا البلد الكريم ألا يألو جهدا في رفعة وطنه ورقيه، فهو لا يعدو أن يكون سطرا في كتاب كبير عنوانه الوطن، وها نحن نسعد بهذا الوطن ونستشرف المستقبل بعيون يملأها التفاؤل كيف لا؟ وقائدنا بهذه المسيرة قد نذر نفسه لخدمة أمته وشعبه، إنه الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز فقد شهدت البلاد في عهده رخاء وازدهارا في كل ضروب الحياة فله منا كل حب وتقدير فما أخال شعبا بهذا العالم قد أجمع على قائده كما أجمع أبناء هذا الشعب على خادم الحرمين الشريفين. فلا يزال للمجد بقية ولا يزال طريق الإنجاز طويلا لنرقى بوطننا للمكانة التي تليق به بين سائر الأوطان. فكل من ينتمي لهذا الوطن هو ذلك الفتى عبدالعزيز، وما علينا سوى أن نمتطي صهوة الطموح راكضين بهذا الوطن إلى آفاق المستقبل الرحبة. م. سعيد حسن الجهني