الكلمة لها وقعها على مسامع المتلقي سواء أكانت هذه الكلمة عبر مقال مكتوب أم سواء، أكانت من خلال حوار متلفز. نكتب هنا ونتحدث للناس هناك فتختلط الأمور مع بعضها فيكثر عندها الغلط قبل اللغط. كاتب يتجاوز عن آداب مهنته وضيف على الفضائيات وشاشاتها يجمع الغث بالسمين ويشطح والنتيجة القارئ والمشاهد والباحث عن المفيد هم أمام هذه المتناقضات أشبه بالضحايا. إعلامنا السعودي إن قيس بالرعيل الأول وإن قيس بجيل اليوم هو إعلام متطور لكن هذا التطور الذي شهدته ساحة الإعلام الرياضي لا يخلو من بعض الهفوات التي مهما كان حجمها صغيراً إلا أنها أمام الجميل والمفيد فيه قد تشكل نقطة سوداء، فكاتب (متعصب) ومحلل (مثير) ربما ساهما معاً في تشويه الوجه المشرق لهذا الإعلام الذي يمثل حجر الزاوية الصحيحة في نجاح الرياضة ونجاح كل من يعمل داخل إطارها الواسع الكبير. تلك المرحلة التي قاد مسيرتها صوت (المتعصبين) لم يعد استمرارها مفيداً وتكرارها والاعتماد عليها غلطة شاطر سرعان ما يرفضها قارئ اليوم ومشاهد الغد وعندما نتحدث عن القارئ والمشاهد ففي طيات الحديث هناك ما ينصف عقول باتت قادرة أكثر من أي وقت مضى في فرز الغث من السمين كون الوعي وحسن الاستيعاب والبراعة في فهم ما يدور بين السطور أضحت العنوان البارز لمن يحاول تمرير خبث التعصب على أنظارهم. بالأمس تأثر الوسط الرياضي بفعل (المتعصبين) وغداً إذا لم نعدل صورة الفعل بفعل آخر يستند على (عقلنة الطرح) فالخوف أن نصبح في دائرة المتهمين بتأجيج تعصب من نوع مختلف ومغاير وتكون الكارثة فيه أكبر خطراً من سابقتها. جميل أن نحمل الرأي ونختلف لكن الأجمل هو أن نستفيد من مراحل الزمن الفائت الذي ساد فيه (التعصب) والتعصب بالمناسبة هو آفة على العقول وآفة على القلوب أيضاً. ختاماً كم تعجبني يا مساعد العبدلي بطرحك وكم يشدني وعيك. مساعد يكتب للجميع ومن أجل الجميع وهنا الفارق بين من يمثل الوعي كناقد وبين من يمثل صفوف المتعصبين.. وسلامتكم.