من السهل على أي قلم أن يمرر قناعته المكتوبة دونما يجد من حسيب فالرأي المكتوب ملك صاحبه يمثله وليس بالضرورة أن يمثل غيره. في الإعلام الذي ننتمي لمهنيته هناك رأي يستحق الثناء وعلى النقيض في ذات الإعلام هنالك رأي آخر لا مجال أمام القارئ سوى غض الطرف سريعا حتى لا يصاب بالرمد . آراؤنا نتاج المعايشة لكن هل معايشتنا مع واقع الرياضة تدون على سطور الإنصاف أم أنها مجرد \"مزاجية\" نمارسها كل حسب درجة تعصبه ودرجة تعاطفه ودرجة حنينه للمرفوض في مناسبات الكرة . بمعطيات الماضي والحاضر وربما المستقبل أيضا نحن عاطفيون، من ننتمي إليه نبجله ونوصله عنان السماء حتى ولو كان عاديا، والعكس من لا يروق لنا ولا لانتماءاتنا نرمي به في الأرض ونجرده من أبسط حقوقه إن لم نمارس بحقه كل الإسقاطات سهوا وتقصدا وعمدا . المؤسف أن أفكارنا المطروحة باتت معول هدم في معظم الأحيان .. قسوة... تعصب.. وإن شئت قل عن هذه الأفكار مثلما يقول \" مثقف\" جاء إلى المدرجات وغادرها بعدما تال من شتم المتعصب ما يفوق شتم مالك في الخمر. متى نستوعب ومتى نعدل اتجاهات أفكارنا البالية من دائرة الانتماء الفاضح إلى دائرة وعي لازال القارئ شغوفا بمشاهدته بين كل سطر وجملة وعبارة ؟ أسأل ومع السؤال من الأهمية بمكان أن نعجل بالحلول حتى لا تصبح وسائل إعلامنا مواقع بارزة يتربع عليها مثل هؤلاء الشاتمين المتعصبين المغالطين الذين يتعاملون مع المساحة الممنوحة وكأنها من ممتلكات هذا النادي أو ذاك أو كأنها من ممتلكات من يكتب هنا ويحلل هناك . القارئ في مرحلة اليوم لم تعد مفردة التعصب تستهويه كما لم تعد عبارة الشتم جاذبة لناظريه فالقارئ في هذا التوقيت الذي اتسهم فيه الوعي لم يعد يقبل من أقلامنا وأفكارنا أكثر من عدل يشمل الجميع ولا يمارس الاستثناء.