سمو الأمير محمد بن نايف .. فتح لهم قلبه فقابلوه بخنجر الغدر ياسر العجوري - الأردن إن ما أقدم عليه الانتحاري من فعلة شنعاء بتفجير نفسه أمام سمو الأمير محمد بن نايف يدل بما لا يدع مجال للشك إن بذور الإرهاب مازالت موجودة في مجتمعاتنا العربية ، وان معالجة ظاهرة الإرهاب ينبغي إن ترتكز على عدة محاورة تسير جميعا بخط متواز : أول هذه المحاور هو المحاججة الفكرية ورد الشبه التي يتمسكون بها بالحجج المقنعة والأدلة الدامغة لان أصل الصراع هو صراع فكري بين تيار التكفير والتشدد الديني وبين تيار الاعتدال في المنهج والفكر ، فلابد للدولة إن تستعين بخبرات علمائنا الأجلاء في توضيح الحقائق وإزالة الشبهات ، ولنا في قادة امتنا الإسلامية السابقين مثال يحتذي عندما كانوا يعقدون مجالس المناظرة العلمية بشكل دائم في قصورهم لكي يبقوا على النهج القويم ولا يحيدون عنه إلى شبهات زائفة ، والسعودية بحمد الله مليئة بالعلماء بل هي ارض العلم والعلماء ، فلابد من تفعيل دورهم ومضاعفة نشاطهم فالعالم لابد له من إن يكون عاملا لا حاملا للعلم فقط ، فالله سبحانه وتعالى سيسألهم عن دورهم في حماية الأمة من الأفكار الضالة المتشددة ، وان كان هناك تقصير من بعض الجهات في استضافتهم وتفعيل دورهم فان هذا لا يعفيهم من المسؤولية لأنه يجب عليهم إن يبادروا من تلقاء أنفسهم إلى توضيح الحقائق ورد الشبهات .. أما ثاني المحاور التي يجب إتباعها في مواجهة أصحاب الفكر المتشدد فهو العفو المقرون بتوفير بديل لهم ينسيهم ماضيهم ولا يترك مجالا لهم ليعودوا إلى سابق عهدهم ، فلو اقترن هذا العفو بتوفير وظيفة لهم تشغل أوقاتهم ، اوتسهيل أمور زاوجهم ليشعروا بالمسؤولية فالفراغ وعدم الشعور بالمسؤولية من أهم أسباب انضمام زهرة شباب الأمة للتيارات التكفيرية المتشددة .. ويجب إن لا نغفل المحور الثالث في طريقة معالجة الفكر التكفيري المتشدد ألا وهو الضرب بيد من حديد على يد كل من يرفض الاستجابة والعودة إلى الطريق المستقيم والنهج القويم لان كما ورد في الأثر إن الله ينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقران ، فهناك أناس قد ختم الله على قلوبهم فلا يقبلون المحاججة ويرفضون العودة إلى صفوف المجتمع ليكونوا أعضاء صالحين فيه ، بل إن بعضهم يرفض فتح آذانه لسماع القول الحق ، فمثل هؤلاء لابد من الشدة في التعامل معهم عسى إن يثوبوا إلى رشدهم ، لان تركهم بلا معالجة فعالة يجعل منهم أداة فتنة في المجتمع . ومن واجب الدولة وأد الفتنة في مهدها . إن استقبال سمو الأمير محمد بن نايف لهم في منزله يدل على مدى التسامح الذي يعاملون به ، فلو كانوا في بلد أخر لاستقبلتهم المعتقلات والسجون ، فلله در هذ الأمير المتسامح الذي يدير أمور وزارته من خلال مبدأ شدة من غير عنف ولين من غير ضعف ، كيف لا يكون سموه كريما ومتسامحا وهو من أسرة ورثت التسامح والكرم كابرا عن كابر ، كيف لايكون صاحب أخلاق رفيعة وهو يعيش في ارض الطهارة والرسالة ، إن أمثال هذا الأمير من المسئولين قليل جدا لان ليس كل من ركب الفرس أصبح فارسا ولا كل من حفظ آية أو حديثا أصبح عالما ، حفظ الله سمو الأمير محمد بن نايف من كل سوء وحفظ المملكة العربية السعودية من أصحاب الفكر الضال المنحرف عن منهج التوسط الذي أمرنا الله به بقوله تعالى ( وكذلك جعلناكم امة وسطا )