ينطلق يوم الثلاثاء القادم بالمدينة المنورة مؤتمر عالمي مخصص لدراسة ظاهرة التكفير والجماعات التكفيرية بمشاركة 120 باحثًا بينهم 22 باحثةً من عدة دول، بتنظيم من جائزة نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بالتعاون مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ويتوقع أن يُخضِع الباحثون ظاهرة التكفير لعملية بحثية مكثفة للكشف عن جذورها وأسبابها ولعرض شبهات التكفيريين قديمًا وحديثًا وشُبهات الخوارج وجماعات التكفير المعاصرة، وتفنيدها بالأدلة الشرعية، واقتراح السبل اللازمة لعلاجها. وبحسب اللجنة المنظمة للمؤتمر فإنه يأتي بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وراعي الجائزة، الذي وجّه بعقد مؤتمر عالمي يناقش الظاهرة التي تعدّ الأكثر إشكالًا وتنازعًا بين التيارات الفكرية في العالم الإسلامي، «وقد بدأت نواتها بالغلو في فهم الدين والجهل بأحكامه وانتهت بالتكفير والتفجير». وأوضحت اللجنة أن المؤتمر جاء لإيضاح الحكم الشرعي للتكفير، وبيان الجذور الفكرية والتاريخية لظاهرة التكفير، والوقوف على أسبابها، وإبراز أخطارها وآثارها إضافةً إلى تقديم الحلول العملية المناسبة لعلاجها. تسعة محاور: ويحمل المؤتمر عنوان: «ظاهرة التكفير: الأسباب - الآثار - العلاج»، ويتناول الظاهرة من خلال تسعة محاور، يناقش أولها مفهوم التكفير في الإسلام وضوابطه، ويحلل المحور الثاني جذور التكفير التاريخية والعقدية والفكرية، ويُبرز المحور الثالث الأسباب المؤدية لظاهرة التكفير، كما يناقش المحور الرابع شبهات التكفير قديمًا وحديثًا وفق الضوابط الشرعية، أما المحور الخامس فيعرض شبهات الخوارج والجماعات التكفيرية المعاصرة ويرد عليها، كما يسعى المؤتمر من خلال المحور السادس إلى إظهار الآثار الأمنية والاجتماعية والاقتصادية لظاهرة التكفير، وفي المحور السادس تتناول الأبحاث أثر التكفير في مستقبل الإسلام، أما المحور الثامن فيبحث في مسؤوليات مؤسسات المجتمع في علاج ظاهرة التكفير، وفي المحور التاسع تُطرح أبحاث حول علاج ظاهرة التكفير: الوسائل والأساليب». أبحاث محكّمة: وبالنظر إلى قائمة الأبحاث المشاركة المعلنة من قبل اللجنة العلمية للمؤتمر، البالغة 120 بحثًا، يتبيّن وجود أبحاث قوية شملت محاور المؤتمر كافة، إذ نجد أبحاثًا عن ضوابط التفكير وشروطه والفرق بين المطلق منه والمعين، وعلاقته بالجاهلية وخطورة التكفير وضرورة درئه بالشبهات. كما تطالعنا أبحاثٌ أخرى بتوضيح الجذور الفكرية والتاريخية للتكفير، ومظاهره عند المسلمين وعند الأمم الأخرى، وجذور التكفير في النصرانية واليهودية وتطوّره على يد جماعات مختلفة كالمعتزلة والخوارج. وبينما ركّز باحثون على أسباب التكفير، حاول آخرون عرض شبهات التكفير لدى الجماعات التكفيرية المعاصرة والرد عليها، وفكر التكفير لدى جماعات الإسلام السياسي والخوارج. وفي أبحاث أخرى نجد معالجةً للآثار المترتبة على ظاهرة التكفير في الجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية مع أخذ مجتمعات إسلامية محددة نموذجًا، إضافة إلى بحث آثاره على مستقبل الإسلام. وفي جانب المعالجة والحلول نجد أبحاثًا اهتمّت بمسؤوليات مؤسسات المجتمع والمناهج الشرعية وأثرها في مواجهة التكفير والتوعية بأخطاره، ووضع رؤى علاجية لظاهرة التكفير وفق ضوابط شرعية وتربوية، واقتراح سبل الوقاية منها. ورشة عمل ومعرض: ويشهد المؤتمر ورشتين علميّتين، تناقش الأولى الجوانب الاجتماعية لظاهرة التكفير، وتناقش الورشة الثانية الجوانب الأمنية. كما يقام على هامش المؤتمر معرض مصاحب لإبراز جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب، تشارك فيه قطاعات حكومية وخاصة ومؤسسات من المجتمع المدنية وجمعيات خيرية.