@ (الدّغَابيس) أكلة شعبية مشهورة.. عند أهالي بلاد غامد وزهران في منطقة الباحة..وهي محل افتخارهم كجزء من تراثهم المهاري..في فن الطبخ..بطريقة اعجن وكل... واحمد الله.وكانت أكلة لا غنى عنها..أيام (الحصى) خبز..ولها بعض المضاعفات (المرضيّة) لمن لم يعتد على تناولها..وهي (لغرابة) اسمها..محل (تندّر) أهالي بقية مناطق المملكة. @ ورغم أهمية (الدّغَابيس)..إلا أنها مع (حميرهم) وبقية حلالهم..قد تم إهمالها..وطغى عليها (مدّ) الكبسة..والهامبرجر.. والبتزا.. والمكرونة..وبقية القائمة الطويلة. @ كعادتنا.. لم نستطع جعلها أكلة عالمية.. وكذلك بقية الموروث الشعبي..الذي اصبح أداة للتندر..والتناضح العكسي..وغير العكسي..مع دخول التحلية..بلادنا العزيزة..وما زال أهالي الباحة..يتطلعون..إلى ماء هذا التناضح..الذي لم يصلهم بعد.. ويرون انه مهم.. بعد جفاف..آبار الدّغَابيس والعصيدة. @ مؤخرا ..اكتشفت أن كبير (الطهاة) العالميين..هو الآخر.. ما زال يمارس طبخات كانت سائدة..وغير مرغوبة عالميا..بل ان بعض هذه الطبخات..قد تم تحريمها دوليا..وبقوانين..أجمعت عليها المطابخ العالمية. @ ويتم الاحتجاج..على من يمارس طبخها.. والبعض من الطهاة..وبطريقة انتقائية..يتم إرسالهم..إلى محاكم (طبخ)..لمحاكمتهم..وإصدار العقوبات المناسبة..التي تعطي مؤشرا على رقي الإنسان..وتحضره (المطبخي)..وذلك نحو مطبخ عالمي (خالي) من عيوب الطبخ. @ بعض هذه الأكلات القوية الثقيلة مثل (الدّغَابيس)..تسبب الكثير من التلبك المعدي..والمعوي..وتسبب أيضا الكثير من أدوات تعكير المزاج (الرائق). @ السيد (بوش)..كبير الطهاة في العالم..والذي يتزعم.. اكبر مطبخ عالمي..لتصدير..أنواع عديدة..من الطبخات السريعة والثقيلة..والجاهزة..لبقية دول العالم..فشل..هو أيضا..في جعلنا (نتقبل) نتاج مطبخه السخي. @ وكنت اعتقد كغيري..من البشر العاديين..أننا نحن فقط..الذين نعاني من سوء التغذية..ومن سوء إعداد الطبخات..الأمر الذي جعلنا..نبدو ..غير (مريحين) على مستوى الطبخ العالمي. @ فأجسادنا نحيلة..وضعيفة..وهزيلة..ولنا (ريحه) كريهة..لأننا لم نستخدم..بتاع (الآباط)..للقضاء على روائح كدّنا..وتعبنا اليومي..من اجل إعداد..مطبخ..يكفل لنا مجرد الحياة. @ ورغم أن أكلاتنا الشعبية..ومنها (الدّغَابيس)..تعتمد على حنطة البلاد..وحنطة بلاد (برا)..إلا أن هذه الحنطة..تتعرض للكثير من التجهيزات..حتى تصبح جاهزة للأكل..لتعم الفائدة..وتكبر العضلات.. ويقوى العقل..ويطول اللسان..لخلق (العنتريات).. حتى في غرف النوم..ومسرح الحياة.. وحتى أمام إشارات المرور في الشوارع. @ لابد من حرث الأرض..والزراعة..والتسميد..لنفخ الحبة السمراء..وللتعجيل بنضجها.. ولابد من ريها بالماء الزلال. لابد من جني المحصول..ثم وضعه في أكياس..ثم تأتى مرحلة الطحن..وإضافة البهارات..ثم أخيرا..يتم العجن..والطبخ..والتمتع بأكل (الدّغَابيس)..التي هي جمع (دَغءبُوس). @ وهذا ما فعله..كبير الطهاة الأمريكيين..(بوش).ثم عزم الأمر..لتصدير المطبخ الأمريكي..بكل أنواع حبوبه.. وحلوياته..وخضاره..وفواكهه..إلى العرب..وفي كبسولات مميزة..أطلقت عليها تواضعا اسم: (دَغَابيس الحرية). @ كل ذلك..لتحسين مظهرنا الداخلي والخارجي.. ليتغير..لون جلدتنا الحنطي..وبالتالي..يتغير مزاجنا..وطريقة تفكيرنا..وصولا..إلى تغيير..معتقداتنا في الطبخ..تمهيدا..لانتسابنا للمطبخ الغربي العريق في كل شيء.. حتى في حريتهم في التقشير والتفسير وطريقة الأكل. @ من اجل هذا..وضعوا لهذا المطبخ..نصبا تذكاريا عظيما..من الحديد الجامد الساكن الخالي من العواطف.. أطلقوا عليه اسم: (تمثال الحرية). @ ونادوا..وتنادوا..لهذا التمثال..اصبحوا مثله هياكل..ولكنها بشرية..خالية من الروح الإنسانية. عزز (بوش) أداء هذا الصنم وبقية الأصنام البشرية الأخرى.. ليكونوا أحرارا في كل شيء..دون رقيب أو حسيب..ليعزز عند العرب..أكل (دَغَابيس الحرية) الغربية اللذيذة. @ وإذا كنا نحن البسطاء..نصاب بتلبك معوي ومعدي.. نطلق عليه مصطلح (غثيان)..فان كبير الطهاة.. تعرض هو الآخر إلى (غثيان) نتيجة لتصرف (طبّاخيه) في العراق. @ والغثيان من الناحية الطبية..مصطلح..يعبر عن الاضطرابات.. في المعدة..أو أماكن أخرى من الجسم..وفي معظم الأحوال..يفضي إلى التقيؤ. @ ولا ادري..هل دخل (بوش) المستشفى للعلاج من هذا الغثيان؟! أم أنه..تعرض للعلاج (الهرموني)..نتيجة لاستحلاب..مساجين العراق..والبحث في أحشائهم..عن مسببات..الحرب..التي أراد أن ينقي..مطبخ المنطقة منها؟! @ ولا خلاف على أن يشعر (بوش) بهذا الشعور ..فهو يمتلك نفس الأجهزة الجسدية التي نمتلكها.. ولكن الخلاف..أن يتم تجاهل هذه الوعكة..من بقية الطهاة في العالم! @ وهذه أول مرة في التاريخ.. يتعرض لها أحد كبار الطهاة في العالم..دون مواساة عالمية.. وهذا انتهاك خطير..لحقوق نادي الطبخ العالمي. @ ونحن نعترف بأن (بوش)..كان وما زال..مع مساعده (بلير)..يسعون لإسعاد العرب..بمنحهم مطبخ الديمقراطية..الذي يجهز..لنا الأكلات الحضارية العالمية الغربية..لإسعادنا رغما عن (أنوفنا) الشماء. @ حاول (المسكين) استبدال المطبخ العراقي..ذي القدور..والطناجر المتخلفة..التي تعذب الطاهي..وتخرب الطهي..وتسبب (الغثيان) للبقية..وتنتج أسلحة الدمار الشامل. @ فأجهزة الطبخ الحديثة الأمريكية..أجهزة تعمل لإسعاد الجميع..عن طريق التعري والمضاجعة والاستحلاب اليدوي..والتكميم.. @ ولابد أن الطهاة الأمريكيين..قد اكتشفوا..أن أسلحة الدمار الشامل..في العراق هي:الأجهزة التناسلية لدى العراقيين.وكنتيجة، لابد من عرض هذه الأسلحة للعالم..وعبر الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة و(المحروقة)..ليتأكد هذا العالم من (صدق) الادعاء..بمبررات الحرب. @ والبعض الآخر من الطهاة يبدو انه لا يدري ما هي الطبخة أصلا..ولكنه يعرف أن (التقشير) مطلب للبصل والثوم والموز..وشرط أساسي..لنجاح أي طبخة في نادي الطبخ العالمي.. @ لذلك كانت مهمتهم لا تتعدى تقشير المساجين..وكما خلقهم ربي..(زلط ملط). @ والبعض الآخر كان شديد الحرص على تجميعهم.. في كومة بشرية..بعد تقشيرهم من ملابسهم.. @ ربما تمهيدا للتخلص من أسلحة الدمار الشامل.. وفي مواقعها..في أجسادهم..سواء في كهوفها..أو في قمم هضابها المرتفعة. @ ربما عن طريق (الخصي) أو التدمير النهائي..كل ذلك للتأكد من عدم..انتشارها في العراق مرة أخرى.. @ ربما تمهيدا لضمهم لنادي الأجناس التي انقرضت..على أيدي (أجداد) هؤلاء الطهاة..كالهنود الحمر. @ ولاني الوحيد في العالم..(الله يحرسني) ..الذي تنبه..إلى أن (بوش)..لم يتم السؤال عن أحواله الصحية..بعد (غثيانه) المشهور.. فلابد لي أن أرسل له خالص دعائي بشفائه..من هذه الوعكة..التي تسبب فيها قلةمن الطباخين غير المهرة.. الذي يخالف سلوك 99% من رجال ونساء الطباخ (بوش)..الذين يرتدون الزي العسكري..ويلتزمون بأداء رفيع المستوى..كما قال (ما كللان) المتحدث باسم مطبخ البيت الأبيض. @ سلامات..وقد تجاوزت مرحلة (التلبك)..إلى مرحلة (التيبس) على مواقفك..والتي ستقود المطبخ العراقي..إلى (الانفتاح) و (الانتفاخ) على تمثال الحرية..الذي يعطي الحرية الكاملة..حتى (للادعاء) بالغثيان..كذبا..وبهتانا..وعلى المكشوف. @ (دَغَابيس الحرية)..نتاج تمثال الحرية الشهير الخالي من الحياة..(دَغَابيس الحرية)..تحمل الموت وليس الحياة.(دَغَابيس الحرية)..يا للهول..منها وعليها..والباقي عليك.