ماذا تغير في المنتخب السعودي الذي كسر شوكة المنتخب الإيراني في عقر داره وبحضور أكثر من مئة ألف متفرج يتقدمهم رئيس الدولة، وأطاح بجموح التقدم الإماراتي بهدفين، والذي حوله إلى أنقاض بثلاثية ومستوى قتالي لا ينسى؟ ماذا تغير في منتخبنا الذي حصد (6) نقاط و(5) أهداف في مباراتين متتاليتين لم يحصد مثل تلك المحصلة في (4) مباريات، أحيا بها رميم آماله في التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010.. إلى رغبة جنونية كانت على مرمى (مباراة)؟ لقد تغير الأخضر في المباراتين التاليتين أمام الكوريتين.. تغيراً أشبه بالانتكاسة (الفنية والمعنوية) المفاجئة التي تصيب الفرق أو المنتخبات غير المنظمة أو التي لا يمكن التنبؤ بما ستقدمه، ما حدث لمنتخبنا في مباراة (الشمالية) هو امتداد لما كان في (الجنوبية) من تغييرات جذرية في التشكيلة لم تكن صحيحة.. وتوظيف سلبي لإمكانات اللاعبين ومجاملة واضحة لبعضهم بمنحهم فرصة (تأهيل) أنفسهم نفسياً وفنياً على حساب من هم أفضل منهم جاهزية وحضوراً وحظوظاً أيضاً. مثلاً أمام إيران والإمارات لعب بالمهاجمين نايف هزازي وناصر الشمراني وصنع بهما الأفضل بل الأجمل، وأمام كوريا الجنوبية استبعد نايف وزج بياسر وأمام الشمالية استبعد ناصر وأعاد نايف، ولن أتحدث عن الهوة الخلفية في خطوط الأخضر، فهذا النموذج من (التدخل) الفني في تشكيلة الأخضر من قبل المدرب بوسيرو أكبر دليل على أن (ريمة عادت لفعلتها القديمة). هل تتذكرون كيف كان المنتخب مع البرازيلي أنجوس عندما ذهب إلى بطولة آسيا 2007م بدون آمال أو طموح غير الظهور المشرف كمرحلة تجديد كان يعيشها الأخضر.. ثم فجّر المفاجأة وأطاح باليابان ووصل إلى نهائي الكأس.. ثم بعد ذلك ماذا حدث لذلك المنتخب الأجمل إنهار ولم يتم المحافظة عليه وتم إقالة المدرب. وأخشى أن يتكرر نفس السيناريو مع المنتخب الحالي.. في حال الإكثار من الطبخات الفنية المتعددة من مباراة لأخرى.