الاتحاد كان ولا يزال هو قبلة حرية الحديث في شأنه وشؤونه سواء كنت من أهل بيته أو لم تكن.. فقط في هذا البيت الأصفر والأسود تلمس أريحية وتعددية الاتجاهات المتحاورة، لكن تظل سمة الحرية المفتوحة في هذا النادي الثمانيني هي لغة الحوار الحضارية حتى في الاختلاف. اليوم.. أفرغ الهامشيون والثرثارون والمفلسون (العميد) من هذه الخصلة الحميدة والنموذجية.. وحولوه إلى مرعى خصيب للفوضى في عز اعتلائه هرم المنافسة والمنجز وغناه المالي ووفرة النجوم في أبهة يحسده عليها الكثير من أنصار الأندية الأخرى التي تردد: (يا ليت ويا ليتنا.. لدينا مثل هذا أو ذاك في الاتحاد). يحيكون الدسائس والمؤامرات.. ويتحالفون مع (الآخرين) ضد رجاله الذين نثروا عشرات الملايين على جعله (سيد النوادي) بتشويه صورتهم والتقليل من عطائهم.. رغبة في إخراجهم من البرواز الذهبي الذي وضعتهم أعمالهم داخله.. طلعت اللامي ليس آخرهم أو أكبرهم أو أكثرهم خروجاً عن نص الثمانيني الحضاري في الاختلاف.. لكنه أضعفهم وأقلهم وأولهم كنموذج يستحق أن تفتح له جميع الملفات عندما كان رئيساً للنادي.. وكعضو شرف وتقديمه ككشف حساب أمام جماهير الاتحاد والوسط الرياضي.. قبل أن يملك شجاعة زائفة في (التهريف) على من أثبتت المواسم المتتالية وتغيير المواقع وتعدد المواقف أنه عاشق أصيل ورجل تحدي داخل الكيان.. وأقصد هنا منصور البلوي، لأنني ضحكت وشر البلية ما يضحك عندما قال في حواره الأخير أنه صاحب مركز مالي أقوى من البلوي، وكأنه أراد مدح نفسه من حيث ذمها.. لأن البلوي سخر ثروته المالية وبما يقارب ال(500) مليون ريال على مدى عشر سنوات من أجل اتحاده، وأنت ماذا سخرت من قوتك المالية التي تدعيها لهذا الاتحاد الذي تختال في ثيابه الإعلامية اليوم وكل يوم. ولنعتبر مزاجاً أن البلوي الذي يتكئ على حب مدرج الاتحاد له أنه لم يقدم سوى (50) مليوناً فقط لناديه.. فهل يملك اللامي الشجاعة في إعلان دعمه للاتحاد بنصف ذلك المبلغ أو رأفة به لعدم إحراجه هل لديه القدرة (المالية) في التكفل باللاعبين الأجنبيين للفريق؟